بعلبك – "النهار"
حين زنّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي مدينة بعلبك بكاملها بالأحمر، في الإنذار غير المسبوق الذي طلب فيه إخلاءها مع بلدتي عين بورضاي ودورس المجاورتين، بدا أن مرحلة جديدة من الحرب الإسرائيلية على لبنان قد بدأت للتوّ، على رغم أن بعلبك – الهرمل تتعرض منذ شهر لغارات تدميرية هائلة أودت بعشرات المواطنين وأرزاقهم.
ومع مشهد الآلاف من أبناء المدينة والجوار يغادرونها على عجل، محمّلين بما تيسّر مما يمكن أن يقيهم أقسى شرور النزوح، كانت الصدمة تتخذ أبعاداً أخرى. فبعلبك هي للبنان أكثر من مدينة، وأكبر من رمزية القلعة، وناسها الصابرون عقوداً على التهميش سبق أن دفعوا أثماناً باهظة.
ولعلّ كثيرين في بعلبك ومنطقتها يراودهم الآن، لحظة محاولة النجاة، سؤال كبير: من يمنع ذلك كله؟ ومنه تتفرع أسئلة: كيف يمكن لمنشور على "إكس" أن ينهي حياة مدينة تاريخية وأثرية مأهولة بهذه البساطة؟ ولماذا لا تُسمع من الجهات الدولية المعنية أصواتٌ كافية لتظهير حجم كارثة كهذه؟ إنذار بالإخلاء لمدينة بكاملها؟ بعلبك التي فيها الناس والقلعة والمهرجانات والأسواق والحكايات، مهدّدة الآن، وبعد قليل، بدمار قد لا تلتئم جروحه أبداً.
اقرأ أيضاً: بالفيديو- بعد التحذيرات الإسرائيلية... حركة نزوح كبيرة من بعلبك إلى الشمال