بعد يومين من الليلة الدمويّة التي عاشتها بعلبك جرّاء شهودها على أعنف الغارات منذ بداية الحرب، وبعد تحذير إسرائيلي صادم جديد صباح اليوم بإخلاء المدينة بأكملها، طالب محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر أهالي المدينة ومحيطها بإخلائها فوراً.
وفي رسالة عبر "النهار" توّجه خضر إلى المواطنين قائلاً: "أعلم كمية الضغط النفسي علينا جميعاً، لا سيّما بعد التهديدات الأخيرة التي أصدرها العدو الإسرائيلي، ولكن علينا أن نتصرّف بالكثير من الحكمة وأن لا نسمح للضغط بأن يؤثر علينا أو يهزمنا".
وأضاف خضر: "منذ يومين مررنا بيوم صعب وعلى ما يبدو أنّ اليوم أيضاً سيكون صعباً، لذلك أدعو جميع سكان مدينة بعلبك ومحيطها للمغادرة حفاظاً على سلامتهم باتجاه عرسال، زحلة، محافظة الشمال أو عكار".
وتابع: "في عكار هناك عدد كبير من المراكز بقدرة استيعابية جيدة، طريق عيناثا الأرز آمنة، الأوتوستراد الدولي باتجاه زحلة آمن أيضاً".
وطلب خضر من المواطنين "عدم التوجّه نحو قلعة بعلبك، القلعة ليست آمنة وهي من ضمن المنطقة الحمراء التي أشار إليها العدو الإسرائيلي".
وفي ما يخصّ آثار بعلبك أكّد خضر أنّ "جميع الآثار والأحجار لا تُساوي روح مواطن واحد، لذلك أرجو عدم التوجّه نحو القلعة، فحياتكم بخطر هناك".
ووجه الجيش الاسرائيلي إنذاراً جديداً بالإخلاء اليوم الاربعاء إلى سكان بعلبك وعين بورضاي ودورس.
وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على "إكس": "جيش الدفاع سيعمل بقوة ضد مصالح حزب الله داخل مدينتكم وقراكم ولا ينوي المساس بكم".
وأضاف: "من أجل سلامتكم عليكم اخلاء منازلكم فوراً والانتقال خارج المدينة والقرى عبر المحاور التالية: أوتوستراد زحلة - بعلبك
طريق نحلة - بعلبك
طريق الأرز - بعلبك
وفق ما يعرض في الخارطة".
وختم: "التواجد بالقرب من عناصر حزب الله أو منشآته أو وسائله القتالية قد يعرضكم للخطر".
وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" بأن رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك بلال رعد تلقى ظهر اليوم اتصالاً هاتفياً على خط المركز الأرضي، من متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، طالباً فيه إخلاء أهالي بعلبك ودورس وعين بورضاي المناطق المحددة باللون الأحمر في الإنذار الصادر عن أدرعي.
وأكد رعد أنه أبلغ مديرية الدفاع المدني والجيش اللبناني بفحوى الاتصال الهاتفي.
وكانت شهدت بعلبك والبقاع الشمالي يوماً دموياً بامتياز، حيث تعرضت محافظة بعلبك الهرمل لأعنف الاعتداءات منذ بداية الحرب. في هذا اليوم العنيف، واصل الطيران الإسرائيلي قصف المنازل المدنية التي تهاوت كلياً أو جزئياً فوق رؤوس ساكنيها، جراء أكثر من 45 غارة جوية منذ الصباح الباكر.
وأسفر هذا القصف عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، تجاوز 62 ضحية من بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 200 جريح. وقد ارتُكبت مجازر مروعة في بلدات عدة، منها الحلانية، بوداي، الحفير، بريتال، يونين، الرام، حدث بعلبك والعلاق.