النهار

التحذير الإسرائيلي بإخلاء الرشيدية... بداية هجمة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد تجريدهم من "الأونروا"
المصدر: "النهار"
وجّه الجيش الإسرائيلي اليوم تحذيراً جديداً بالإخلاء إلى سكّان عدد من قرى قضاء صور، مضيفاً إليها للمرة الأولى منذ بدء الهجمات الاسرائيلية في 23 أيلول الماضي، مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين.
التحذير الإسرائيلي بإخلاء الرشيدية... بداية هجمة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بعد تجريدهم من "الأونروا"
مخيم الرشيدية.
A+   A-

وجّه الجيش الإسرائيلي اليوم تحذيراً جديداً بالإخلاء إلى سكّان عدد من قرى قضاء صور، مضيفاً إليها للمرة الأولى منذ بدء الهجمات الاسرائيلية في 23 أيلول الماضي، مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين. 

 

وشمول المخيمات الفلسطينية بهذه الإنذارات من شأنه أن يزيد التعقيدات الناتجة من تهجير المدن والبلدات والقرى اللبنانبة، ويطرح تساؤلات حيال أماكن إيوائهم وإمكان توافرها والجهة التي ينبغي أن ترعاهم في ظل الحملة الاسرائيلية الشرسة على وكالة غوث اللاجئين وتشغيلهم "الأونروا".

 

يقع مخيم الرشيدية، وهو الثالث في منطقة صور إضافة الى مخيمي البرج الشمالي والبص، على مسافة خمسة كيلومترات جنوب مدينة صور ويبعد عن الحدود اللبنانية – الاسرائيلية حوالى 23 كلم، ويتألف من قسمين: القديم والجديد. القسم القديم أنشاته الحكومة الفرنسية عام 1936   من أجل إيواء اللاجئين الأرمن الفارّين من بلادهم.في حين تولت وكالة "الأونروا" إنشاء القسم الآخر عام 1963 لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من مخيم غورو في منطقة بعلبك.

 

تقدر مساحة المخيم بـحوالى 228 دونماً، تفصله عن مدينة صور محلّة الشواكير، وهي مساحة رملية تمتد مسافة طويلة نسبياً، وكان الإسرائيليون يختارونها لتنفيذ إنزالاتهم البحرية. ومن هذه المساحة الرملية أيضاً انطلقت شرارة "حرب المخيمات" في ثمانينات القرن الماضي بين حركة "أمل" والفصائل الفلسطينية.

 

أمّا عدد سكانه، فيبلغ بحسب سجلات "الأونروا" يبلغ 27 ألفاً، لكن إحصاءات التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الصادر عن "لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني" عام2017، تشير إلى أن عدد الذين شملهم الإحصاء في المخيم هو 8641 فرداً فقط. بينما تعتبر مصادر اللجان الشعبية والأهلية في المخيم أن الأرقام التي صدرت عن هذا الإحصاء غير دقيقة، وتؤكد أن عدد المقيمين حالياً يراوح بين 20 و22 ألفاً يتوزعون على نحو 4500 عائلة، بمعدّل أربعة أفراد لكل عائلة.

تأثر المخيم بشدة إبان الحرب الأهلية اللبنانية، وخصوصا بين عامي 1982 و1987. وتعرض قرابة 600 مسكن  فيه للتدمير الكلي أو الجزئي، فيما هُجّر منه أكثر من خمسة لاجئ. أما المساكن الأخرى فتحتاج الى إعادة تأهيل واسعة. تعمل غالبية سكانه في الزراعة والإنشاءات.

 

كذلك شهدت الأوضاع فيه تقلّبات كثيرة على مراحل، خصوصاً قبل توقيع اتفاق القاهرة بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1969 وبعده،  وفي أعقاب الاجتياح الإسرائيلي عام 1982.

 

 

اقرأ في النهار Premium