تقع قرية رامية الصغيرة في جنوب لبنان على قمة تلة على بعد مسافة قصيرة من الحدود الإسرائيلية، وقد كادت قرية رامية الصغيرة أن تمحى من على الخريطة. وفي قرية مجاورة، تُظهر صور الأقمار الصناعية مشهدا مشابها: تلة كانت مغطاة بالمنازل، وتحولت الآن إلى بقعة رمادية من الأنقاض، وفقاً لـ " أسوشيتد برس".
تقول إسرائيل إن الهدف هو إضعاف جماعة "حزب الله" المسلحة وإبعادها عن الحدود وإنهاء أكثر من عام من إطلاق "حزب الله" النار على شمال إسرائيل.
وقد فرّ أكثر من مليون شخص من القصف، مما أدى إلى إفراغ جزء كبير من الجنوب. ويقول بعض الخبراء إن إسرائيل ربما تهدف إلى إنشاء منطقة عازلة خالية من السكان، وهي استراتيجية سبق أن نشرتها على طول حدودها مع غزة.
ويبدو أن بعض شروط مثل هذه المنطقة موجودة بالفعل، وفقًا لتحليل أجرته وكالة "أسوشيتد برس" لصور الأقمار الصناعية والبيانات التي جمعها خبراء رسم الخرائط والتي تظهر اتساع نطاق الدمار في 11 قرية متاخمة للحدود.
وتقول إسرائيل إنها تهدف إلى دفع "حزب الله" إلى الوراء بما فيه الكفاية حتى يتمكن مواطنوها من العودة بأمان إلى منازلهم في الشمال، لكن المسؤولين الإسرائيليين يعترفون بأنهم لا يملكون خطة ملموسة لضمان بقاء "حزب الله" بعيدا عن الحدود على المدى الطويل.
وعندما سُئل الجيش الإسرائيلي عما إذا كانت نيته إنشاء منطقة عازلة، قال إنه "يشن غارات موضعية محدودة ومحددة الأهداف بناء على معلومات استخباراتية دقيقة" ضد أهداف لـ"حزب الله".
بلدة بليدة في 26 أيلول (سبتمبر) (أ ب)
بلدة بليدة في 24 تشرين الأول (أكتوبر ) (أ ب)
مستقبل المنطقة غير مؤكد
قد تكون إسرائيل تحاول الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق من خلال الدمار الذي أحدثته في جنوب لبنان.
وكتب يوسي يهوشواع، المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن الجيش بحاجة إلى "ترسيخ إنجازاته العملياتية أكثر" لدفع "حزب الله" والحكومة اللبنانية والدول الوسيطة "للقبول بإنهاء (الحرب) في ظل ظروف ملائمة لإسرائيل".
ويخشى بعض اللبنانيين من أن يعني ذلك احتلال أجزاء من الجنوب، بعد 25 عاماً من إنهاء إسرائيل احتلالها هناك.
اقرأ أيضاً: "أكسيوس" عن التسريبات: أكبر فضيحة داخل الحكومة الإسرائيلية منذ بداية حرب غزة