سأل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في عظة قداس الأحد في بكركي: "أين رأي الشعب في التمادي في عدم انتخاب رئيس وعدم انتظام عمل مجلسي النواب والوزراء، وأين رأي الشعب في الحرب المدمّرة بين اسرائيل وحزب الله فالأكيد هو ضدها في ظل استعمال أسلحة مدمّرة".
ومما قال: "السلطة في الدولة بشريّة، حيث "الشعب هو مصدر السلطات، وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسّسات الدستوريّة" (وفقاً لمقدّمة الدستور). إنطلاقًاً من هذا التأكيد في الدستور نتساءل:
أين رأي الشعب في التمادي في عدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين؟
أين رأي الشعب في عدم انتظام المؤسسات الدستورية وفي طليعتها مجلس النواب الذي أصبح هيئة انتخابية لا تشريعية، ومجلس الوزراء المحدود الصلاحيات والذي يقاطعه عدد من الوزراء؟
أين رأي الشعب في الحرب المدّمرة بين حزب الله وإسرائيل؟ إنّه حتمًا ضدّها لأنّه هو ثمنها: ضحايا مدنيّة رجالًا ونساءً وأطفالًا، وكأنّنا أمام حرب إبادة، تُستعمل فيها أحدث الأسلحة والصواريخ، من دون شفقة ورحمة.
الشعب ضدّ هذه الحرب التي دمّرت المنازل والمؤسّسات ودور العبادة، والتي هجّرت ما يزيد عن مليون ونصف مليون مهجّر. وتبدّد اقتصاده وماله وعمله ووظيفته. وفوق ذلك لا وقف للنار، بل مزيد من الضحايا والتدمير والنزوح والجرحى بعشرات الألوف. فإلى متى؟ بالحرب الجميع خاسر ومنهزم ومكسور!".
وأضاف: "النزوح سيكون، إذا أهمل، سبباً للمشاكل الإجتماعيّة والإقتصاديّة بين المواطنين. فيجب مزيد من الوعي، والمحافظة على الأملاك الخاصّة، وعلى العيش المشترك. وإنّنا نحيّي المبادرات الإنسانيّة الداخليّة، ونوجّه النداء إلى الدول الصديقة، شاكرينها على كرمها في إرسال المساعدات المتنوّعة، وطالبين منها مواصلة إرسال المساعدات بروح التضامن، والحسّ الإجتماعيّ، من أجل إبعاد شبح الخلافات والتصادم بين النازحين والمقيمين في مختلف المناطق".
ورأى "وجوب تحرير المدارس الخاصّة والرسميّة لكي تتأمّن التربية والتعليم لأطفالنا وأجيالنا الطالعة. وهذا الأمر هو في عهدة وزارة التربية والحكومة".
ووجّه نداء إلى مجلس الأمن والأسرتين العربيّة والدوليّة، لـ"التدخّل الديبلوماسيّ من أجل وقف النار بين حزب الله وإسرائيل، وإيجاد الحلول اللازمة رحمةً بلبنان وشعبه".