النهار

من يقود حملة رعاية 18 ألف نازح في زغرتا؟... المجتمع المدني يشحذ طاقاته في غياب المساعدات الموعودة
طوني فرنجية
المصدر: النهار
18 ألف نازح من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع توافدوا الى قضاء زغرتا - الزاوية طلباً للأمان والنجاة من الاعتداءات الاسرائيلية، منهم نحو أربعة آلاف في 18 مركز إيواء، موزعة على مدينة زغرتا وقرى القضاء وبلداته، بينما يتوزع 14 ألفاً على شقق مستأجرة وضيوفاً عند أصدقاء.
من يقود حملة رعاية 18 ألف نازح في زغرتا؟... المجتمع المدني يشحذ طاقاته في غياب المساعدات الموعودة
ناشطة مع طفلة نازحة في أحد مراكز الإيواء في زغرتا.
A+   A-

 18 ألف نازح من الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع توافدوا الى قضاء زغرتا  -  الزاوية طلباً للأمان والنجاة من الاعتداءات الاسرائيلية، منهم نحو أربعة آلاف في 18 مركز إيواء،  موزعة على مدينة زغرتا وقرى القضاء وبلداته، بينما يتوزع 14 ألفاً على شقق مستأجرة وضيوفاً عند أصدقاء.

 

لكن المشكلة التي تواجه النازحين اليوم، هي حلول فصل الشتاء مع برده وصقيعه وثلوجه، وهو ضيف ثقيل الظل عليهم وخصوصاً أن كثيرين منهم يسكنون المناطق الجبلية والمرتفعات، من إهدن نزولا الى زغرتا، فيما هم أبناء ساحل ولم يواجهوا حجم هذا الصقيع والبرد .

 

 

 

من هنا، تقول إيفت ليشع المسؤولة في  جمعية "دنيانا" التي تشرف عليها لين زيدان فرنجيه عقيلة النائب طوني فرنجيه: "منذ اليوم الأول لوصول أهلنا، عملت الجمعية على توفير أفضل الظروف الممكنة لاستقبالهم وتقديم الرعاية اللازمة إليهم على الصعد المختلفة، بالتعاون مع المجتمع المحلي والجمعيات المحلية والمتطوعين."

 

 

"لا مساعدات حكومية"
وتضيف: "للجمعية ممثل في كل مركز، مهمته تحديد الحاجات وإبلاغنا إياها. ثم  بالتنسيق معه، نؤمّن المتطلبات اللازمة، و نُسلّم المستلزمات من قاعة كنيسة مار يوسف بحسب الحاجة اليومية، مثل تأمين حليب الأطفال، حفاضات، أدوية وغيرها."
في مسألة مستلزمات الايواء الشتوية، توضح "أننا تعاونّا مع صاحبة مشروع "مشغلنا" سلمى يمين التي قامت بإعداد الحرامات (بطانيات)، وإتمام جميع مراحل الإنتاج بدقة وإتقان. وقد ساعدت في العمل نساء من أخواتنا الضيفات، لأننا نؤمن بأن تمكين النساء لا يساهم في تعزيز مهاراتهنّ واستقلاليتهنّ فحسب، بل يساهم أيضاً في دعم المجتمع من خلال تقديم منتجات ذات جودة عالية. وقد وزّع على المراكز حتى الآن 1500 حرام، وتلقينا من متبرعين حرامات جديدة سنوزّعها أيضاً. وهناك خطة لتدفئة مراكز الايواء والبيوت تباعاً بحسب ما يصلنا من تبرعات من المجتمع الأهلي، لأنه لم يصلنا حتى الساعة أي مساعدة من الحكومة. ويقوم الأهالي بجمع الثياب الشتوية ويشترون ثياباً جديدة ويرسلونها الى مكان التجميع في قاعة كنيسة مار يوسف، ومنها نوزع بعد الفرز، عسانا نؤمّن بفضل المتبرعين كل ما يلزم لضيوفنا من ألبسة شتوية ووسائل تدفئة في الايام المقبلة.".

 

 

وتلفت الى "خطوة استباقية قبل حلول الشتاء، بتركيب سخّانات مياه في ١٠ مراكز كمرحلة أولى، والعمل جارٍ لتزويد المراكز الأخرى".

 

أنشطة ترفيهية للأطفال
وبالنسبة الى التغذية، تقول: "إفتتحنا "مطبخ دنيانا" في مهنية زغرتا وهو مطبخ مُجتمعي يهدف إلى تأمين أكثر من 1500 وجبة ساخنة يومياً، توزع بالإشتراك  مع بلدية زغرتا – إهدن على مراكز الإيواء في قضاء زغرتا بتعاون مذهل وشراكة مع  wckitchen" " و"" Sawa Blessed.       

وتؤكد تلقي الجمعية "حصصاً غذائية وقسائم شرائية من مجمعات تجارية، نقوم بتوزيعها  على النازحين المقيمين في المنازل".

وهل من أنشطة للأطفال؟ تجيب  "نظراً الى الوضع النفسي الصعب الذي يعيشه الأطفال نتيجة ترك منازلهم ورفاقهم وألعابهم، كان لا بد من توفير أجواء تمنحهم الشعور بالفرح والأمل.  لذلك، تنظم "دنيانا" أنشطة عدة ترفيهية وتثقيفية، منها زيارة محمية "حرش إهدن".

ومن خلال زياراتنا المتكررة، نوزّع الألعاب على الأطفال من مختلف الأعمار، إضافة إلى الأقلام والدفاتر للرسم والتلوين".

وفي تعاون مواز، تجهد جمعية "الميدان" التي تشرف عليها عقيلة رئيس "تيار المردة" ريما قرقفي فرنجيه في مجال الدعم ومساعدة النازحين على تخطي الظروف الصعبة التي يمرون بها. وتشير المسؤولة في الجمعية ريتا فرحات الى "اهتمامها أكثر بالنازحين الى إهدن والمناطق الجردية، فضلاً عن أربعة مراكز إيواء في الكورة (قلحات وفيع وبترومين وبشمزين). وننّسق مع الصليب الأحمر اللبناني وجمعيات عدة ووزارة الشؤون الاجتماعية، من أجل تأمين مستلزمات النازحين وخصوصاً أننا على أبواب الشتاء ".

 

وجبات فطور وعناية بالهندام
وتضيف: "نؤمن يومياً قرابة أربعة آلاف وجبة فطور موزّعة على 16 مركز إيواء من مطبخ المركز الى جانب قاعة كنيسة مار يوسف. والتوزيع يجري بالتنسيق مع إدارات المراكز والجمعيات. كذلك نوزّع كل ما يلزم لنظافة الأمكنة وللاستحمام والغسيل، ونسهر على النظافة العامة تجنباً لانتشار أي أوبئة أو أمراض، وندمج النساء النازحات في العمل التطوعي للمساعدة في زيادة الانتاج وتقوية العلاقات بين الجميع .
ونعمل أيضاً على الصحة النفسية، ونساعد عبر اختصاصيين في هذا المجال، وللأطفال حصّة كبيرة من نشاطاتنا الترفيهية والاجتماعية."

 

 

وتؤكد "أن لا مساعدات من الدولة حتى الساعة، وكل ما يصلنا هو تبرعات ومساعدات من الأهالي والأصدقاء وجهات مانحة غير رسمية، وسنتابع بوتيرة أكبر في الأيام المقبلة في مجال التدفئة وخصوصاً في إهدن، على صعيدي المنازل والنازحين ."

وتلفت الى "العناية بالهندام للجميع ذكوراً وإناثأً (قص شعر، ترتيب أظافر وما اليها). كذلك نهتم بالترويح عن أنفس الصغار والكبار من خلال برامج ورحلات ترفيهية ونشاطات متنوعة".

 

الأمراض السارية وأمراض الشتاء
ويواكب القطاع الصحي في "المردة" النازحين بحملات توعية حيال الأمراض الشتوية مثل الرشح والانفلوانزا ونزلات البرد.  ويقول منسق قطاع الصيدلة الدكتور حليم طيون: "إن الأمراض السارية والالتهابات في المسالك البولية النسائية هي الأكثر إنتشاراً الآن، وأيضا ً الجرب والقمل. وأرسلنا تعاميم ونشرات الى كل المراكز عن سبل الوقاية، ونسهر على تطبيقها لمنع سريان هذه الأمراض. وأعددنا التوجيهات اللازمة للحماية من الرشح والانفلونزا والكوفيد، ونؤمّن الأدوية والمعاينة الطبية باستمرار حفاظاً على صحة جميع النازحين وسلامتهم".

 

يذكر أن مستشفى إهدن الحكومي، يشارك بامكاناته الطبية والدوائية في توفير الخدمات الصحية والتمريضية للنازحين، وهو الوحيد في جرد القضاء وستظل أبوابه مشرّعة على جاري العادة طوال فصل الشتاء.

 

اقرأ في النهار Premium