النهار

لبنان يترقّب نتائج الانتخابات الأميركية... هل تُشكّل تغييراً ملموساً؟
سلام طرابلسي
المصدر: النهار
مع انطلاق السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، ‏يترقّب اللبنانيون النتائج التي سيكون لها تأثير محتمل على ‏المشهد الداخلي.‏ وفي خضم الحرب الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل، من ‏المرجّح أن يستمر التصعيد العسكري في لبنان خلال الفترة الفاصلة بين إعلان النتائج وتسلّم الإدارة الجديدة مهماتها.‏
لبنان يترقّب نتائج الانتخابات الأميركية... هل تُشكّل تغييراً ملموساً؟
؟ما تأثير الانتخابات الاميركية على لبنان
A+   A-

مع انطلاق السباق الرئاسي في الولايات المتحدة، ‏يترقّب اللبنانيون النتائج التي سيكون لها تأثير محتمل على ‏المشهد الداخلي.‏ وفي خضم الحرب الدائرة بين "حزب الله" وإسرائيل، من ‏المرجّح أن يستمر التصعيد العسكري في لبنان خلال الفترة الفاصلة بين إعلان النتائج وتسلّم الإدارة الجديدة مهماتها.‏ 


ويرى الصحافي والمحلّل السياسي موفق حرب أنّ "رئيس ‏أميركا سيكون له تأثير على القضايا العالمية،  وفي بلد ‏محاط ويخوض كل هذه النزاعات، ولا يتمتع ‏بحصانة وطنية، من المؤكد سيكون هناك تأثير". ‏

من سيحقّق وقف النار ؟
والسؤال الذي يطرح نفسه، من سيحقق وقف إطلاق النار في ‏لبنان في حال فوزه، الجمهوري دونالد ترامب أم الديموقراطية ‏كامالا هاريس؟ يوضح حرب، في حديث إلى"النهار"، أنه "من ‏الناحية التقنية إذا انتخب رئيس لأميركا اليوم سيتسلم السلطة ‏في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل، عندها تكون الحرب في لبنان ‏انتهت من حيث المبدأ ولن ‏يكون له تأثير كبير في هذا الموضوع".

يشرح حرب أنه "في التوجه العام، ‏الموضوع الإيراني هو الجانب الوحيد الذي يمكن أن يكون له ‏تأثير على لبنان، لناحية كيف ترى إسرائيل الأمور تكتيكياً ‏وليس استراتيجياً لأنها حدّدت مسبقاً ماذا تريد من ‏إيران، وإذا استمر الحكم للديموقراطيين في البيت الأبيض، سيكون ذلك إلى حد ما امتداداً للسياسة الخارجية ‏لإدارة بايدن ولا فرق بينهما. بالتالي المنطق الديموقراطي ‏مسيطر مع بايدن أو هاريس". ‏

المواجهة الأميركية – الإيرانية
وفي حال فوز ترامب، يقول حرب: ‏‏"لقد اختبرناه ونعرف توجّهاته، لكن ما مدى تأثير المواجهة الأميركية – الإيرانية وانعكاسها على ‏لبنان، هذا الذي يجب أن ننتظره، وماذا تبقى من هذا المحور ‏عند تسلّم الرئيس الجديد للسلطة في أميركا". ‏

ويؤكد أنه لو تسلمت إدارة جمهورية في 20 كانون ‏الثاني (يناير)، وحتى تشكّل فريقها وتحدّد ‏سياستها الجديدة، "نكون قد قطعنا أشواطاً بعيدة في لبنان، وما ‏يهمنا هنا كيف ستغيّر إسرائيل أسلوب تعاطيها بين إدارة ‏وأخرى وليس سياستها وأهدافها الموضوعة سلفاً".

ويذكّر بأنّه "في تاريخ لبنان لم تكن هناك يوماً علاقة ثنائية ‏أميركية - لبنانية بمفهوم المصالح الواضحة، فأميركا تنظر إلى لبنان دائماً في سياقه الإقليمي، أي ما هي سياسة أميركا تجاه ‏لبنان في ما يخص الإرهاب والنزوح السوري والصراع العربي الإسرائيلي؟ وكلبنانيين لم نتمكن ‏يوماً من أن نرتقي بهذه العلاقة لتصبح ثنائية بحت خارج سياقها ‏الإقليمي".‏

ويمضى حرب قائلاً: "لنفترض أنّ ترامب فاز. هو يحب أن ‏يعقد صفقات. والسؤال أي لبنان سيكون عندما يتسلّم الرئيس ‏الأميركي الجديد؟ إذا كنا بحالة حرب، أعتقد أن رئيس ‏الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتياهو سيوقفها إذا طلب منه ‏ترامب ذلك، وإذا كان لبنان يعيش صراعات داخلية فهو لن ‏يتدخّل لأنه يكره تقديم المساعدات المادية وهو غير مستعد لإرسال ‏قوات أميركية لأي سبب، وبالنسبة إليه مصلحة أميركا فوق ‏كل اعتبار".‏


وضع لبنان يحدّد
وفقاً لحرب، فإنّ "سوريا وإيران تتأثران أكثر من لبنان بساكن ‏البيت الأبيض الجديد. أما نحن فلا مناعة لدينا ويجب أن ‏ننتظر لنرى كيف سيكون وضع لبنان الداخلي والأمني ‏والعسكري والاقتصادي عندما يتسلّم الرئيس الأميركي العتيد ‏سواء هاريس أم ترامب". ‏

"في لبنان لن نرى تغيراً ملموساً للوضع الراهن أياً ‏يكن الرئيس الأميركي المنتخب"، بحسب حرب، الذي يستدرك  قائلاً: "وفقاً لوضعنا يتصرّف الرئيس الجديد، إذ ليست هناك ‏مبادئ إيديولوجية ومواقف واضحة بين الديموقراطي ‏والجمهوري في ما يخص لبنان". ‏

أما عن إمكان تأثير كون صهر ترامب لبنانياً على تعاطي ‏الأخير مع لبنان، لا سيّما عقب تصريحاته الإيجابية بشأن لبنان ‏واللبنانيين، يرى حرب  أن التأثير الوحيد على لبنان في حال فوز ‏ترامب "هو أننا أصبحنا نردد إذا قلنا صهر الرئيس نقصد به ‏صهر ترامب رجل الأعمال اللبناني مسعد بولس وليس ‏جبران" باسيل. ‏

ويختم حرب كلامه بالإشارة إلى أن العلاقة اللبنانية - ‏الأميركية تميّزت تاريخياً بأن لها جانباً معنوياً نظراً إلى وجود ‏جالية لبنانية كبيرة في الولايات المتحدة، لكن يبقى السؤال ‏الأساسي: هل واشنطن على استعداد لتقديم أي شيىء للبنان؟

اقرأ في النهار Premium