دعا متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة "الـلــبــنـانــيــيــن جــمــيـعــا،ً مـسـؤولـيـن ونُـوّابـاً وقـادَةً ومُـواطِــنـيـن"، الى "أنْ يـعــودوا إلــى لــبــنــانِــيّــتِــهــم، إلــى أصــالــتِــهــم، إلــى إيــمــانِــهــم، وأن يُـنـاضِـلـوا مِـنْ أجْـلِ لـبـنـان ويَــعــمَــلـوا عـلـى إعــادةِ بِــنـاءِ دولَـةٍ قَــويّـةٍ، عـادِلَـةٍ، مُـســتَــقِــلَّـةٍ، شـامِـخَـةٍ بِــدسـتـورِهـا وقـوانـيـنِـهـا، تَــفْــرُضُ هــيــبَــتَــهــا عــلــى الــجــمــيــع، وتَــعْــمَــلُ مِــنْ أجــلِ مَــصْــلَــحَــةِ أبــنــائِــهــا وكَــرامــتِــهــم، فــلا تَــكــونُ وَرَقَــةَ مُــســاوَمَــةٍ أو ســاحَــةَ تَــصــفِــيَــةِ حِــســابــاتٍ، بــل دولــةً مَــرفــوعَــةَ الــرأسِ، مَــســمــوعَــةَ الــصَــوْتِ، تَــعْــرِفُ مــا يُــنــاسِــبُــهــا، وتَــعْــمَــلُ مِــنْ أجــلِ بَــقــائــهــا ودَيْــمــومَــتِــهــا وازدهــارِهــا وسَـلامَــةِ أبــنــائِــهــا"، معتبراً "أن هـذا يَـسْـتَــوْجِـبُ انـتِـخـابَ رئـيـسٍ وتَـشْـكـيـلَ حُـكـومَـةٍ وإعـادَةَ بِـنـاءِ مُـؤَسَّـسـاتِ الـدولَـةِ لإعـادَةِ الـحَـيـاةِ إلـيـهـا".
وقال في عظة قداس الاأحد في كاتدرائية القديس جاورجيوس: "الــسُّــؤالُ الــمَــطْــروحُ الــيَــوم: هَــلْ نَــحْــنُ مُــسْــتَــعِــدُّونَ لِــلْـشَـهـادَةِ لِــكَــلِــمَــةِ اللهِ فــي عَــصْــرِ سَــيْـطَــرَةِ الـمـالِ والــمَــصــالِــح والــحُــروبِ والــغَــرائــزِ والأنــانِــيّــاتِ، وفــي عَــصْــرِ الــتِــكْــنــولــوجــيــا والــتَّــطَــوُّرِ، ووســائــلِ الــتَــواصُــلِ الــتــي أصــبَــحَــتْ مَــنــابِــرَ لِــلْــشَــتْــمِ والـتَـهْــديـدِ والـتَـخْــويـنِ واخْـتِـلاقِ الإشـاعـاتِ والأكـاذيـب، أَمْ إِنَّــنــا سَــنَــضَــعُ الــحُــجَــجَ الــواهِــيَــةَ عَــقَــبــاتٍ أَمــامَــنــا حَــتَّــى لا "نَــعْــمَــلَ ونُــعَــلِّــمَ ونُــدْعــى عُــظَــمــاءَ فــي مَــلَــكــوتِ الــسَّــمــوات"؟
وأضاف: "يــا أحــبّــة، بَــلَــدُنــا يَــمُــرُّ بأوقــاتٍ صَــعْــبَــةٍ. إنَّـهُ يَـحْـتَـرِق. سِــيـادَتُـه مُـنْــتَـهَــكَـةٌ، سـمـاؤُه مُـسـتَــبـاحَـةٌ، آثـارُه مُـهَــدَّدَةٌ، أبـنـاؤُه يُـقْــتَـلـون أو يُـهَـجَّـرون مِـنْ بـيـوتِـهـم والـعـالَـمُ يَـتَـفَــرَّج. أَزَمــاتٌ كــثــيــرةٌ تُــواجِــهُــهُ وقــد تَــكــونُ مِــنْ أصْــعَــبِ مــا مَــرَّ عــلــيــه، وهــو يَــحــتــاجُ إلــى جَــهْــدِ كــلِّ لــبــنــانــيٍّ مِــنْ أجــلِ تَــخَــطّــي مِــحْــنَــتِــه.
هــو بِــحــاجــةٍ إلــى رُسُــلِ سَــلامٍ ومَــحَــبَّــةٍ وتــواضُــعٍ وتَــضْــحِــيَــة. إنّــه مُــحــتــاجٌ إلــى تَــكــاتُــفِ أبــنــائــهِ عِــوَضَ تَــشَــرْذُمِــهــم وتَــشــاتُــمِــهــم وصَــبِّ الأحــقــادِ. وَطَــنُــنــا جَــريـــحٌ وهــو مُــحــتــاجٌ لأنْ يــكــونَ جَــمــيــعُ أبــنــائــه كَـذاكَ الــســامِــريِّ الــصــالِــحِ الــشَــفــوقِ الــذي لــم يَــبْــخَــلْ بِــشَــيءٍ مِــنْ أجــلِ إنـقـاذِ الـجَـريح".