النهار

من حوش الرافقة إلى علمات... حكايات بأوجه متعددة والمجزرة مستمرة
من حوش الرافقة إلى علمات... حكايات بأوجه متعددة والمجزرة مستمرة
الغارة على علمات
A+   A-

 

لينا اسماعيل

من المتوقع أن يشيّع ضحايا غارة علمات الثلاثاء إلى مثواهم الأخير، وتبقى المجزرة راسخة في الأذهان لوقت طويل إذ يعز تجاوز مشهد انتشال الأشلاء لأطفال ونساء وعائلات اختارت أن تحتمي من جنون إسرائيل لتلقى حتفها على غفلة من دون مراسم وداع.

 

 

وفي الحكاية التي تطوى فصولها غداً، فرّت ست عائلات من آل القرصيفي وعبد الحسين وزريق من جحيم القصف الإسرائيلي الذي استهدف بلدتهم حوش الرافقة غربي بعلبك، ليقع أفرادها ضحية للقصف مجدداً في علمات جيبل ويسقط 24 فردا منها شهداء. 

هناك، تجمع 35 فرداً من الأطفال والنساء والرجال في مبنى وفّرته لهم صاحبته، التي تقيم خارج البلاد، وذلك بفضل صداقة عميقة تربطها بأحد نساء العائلة، على أمل أن يوفر لهم مأوى يقيهم من شبح الموت الذي يلاحقهم.

ووفق صديق العائلة، محمد إسماعيل، في حديثه لـ "النهار" فإن هذا المبنى الذي استهدف في علمات قد احتضن منذ نحو شهر عائلات متقاربة، تجمعت تحت سقف واحد، فكانت عائلة صديقه الدركي في قوى الأمن الداخلي يوسف، وعائلات اشقائه بالإضافة إلى أصهرتهم الثلاثة وعائلاتهم ولكن، منذ أسبوعين، اتخذت إحدى تلك العائلات، وهي عائلة شقيقهم الراحل وأخيه حسن، قراراً بترك هذا المكان الذي كان يوحدهم، وبذلك نجوا من براثن المجزرة بفضل العناية الإلهية التي أحاطتهم برحمتها.

وأوضح إسماعيل أن يوم المجزرة "الأحد" شهد زيارة يوسف القرصيفي ووالدته زينب (اللذين اختارا البقاء في منزلهما الكائن في بلدة حوش الرافقة) للمبنى المستهدف، حيث انطلقا لزيارة العائلة التي لم يتبق منها سوى ولده عباس، في علمات للاطمئنان على أحوالهم. في حين كان ابنه علي ، الجندي في الجيش اللبناني، يزور أيضا عائلته. 

حوش الرافقة تستعد لاستقبال الجثامين، في مشهد مهيب يختزل الألم والفراق، حيث تترك تلك الأرواح الراحلة خلفها حياةً بأسرها، هربًا من جحيم القصف الإسرائيلي الذي لا ينتهي.

والضحايا هم يوسف وزوجته وأطفالهما الخمسة، وشقيقه حسين مع زوجته وأولادهما الثلاثة، وشقيقته رباب وزوجها علي عبد الحسين مع أطفالهما الخمسة، وشقيقته ريما وزوجها علي زريق وطفلتيهما، بالإضافة إلى والدتهم زينب.

اقرأ في النهار Premium