بدت حوش الرافقة الجريحة بخسارتها 24 شهيدا من أبنائها آل القرصيفي وعبد الحسين وزريق الذين سقطوا في المجزرة التي ارتكبها العدوان الاسرائيلي في بلدة علمات قضاء جبيل يوم الأحد الماضي، كأنها تقدم اليوم في يوم وداعهم
مثالاً جيداً لعمل يثري سجلَ الإسرائيلي على إصراره على سحق كل معاني الإنسانية، ورفضه للمواثيق والشرائع الدولية، مُعززاً بذلك سجلاً من الفظائع، حيث تمت مراسم التشييع تزامناً مع غارتان على بلدتي بوداي وطاريا.
تسجى 24 جثماناً، متجاورين كما كانوا في حياتهم، في مشهد مؤلم، وحده الإبن عباس، الناجي الوحيد من عائلة المؤهل الأول في قوى الأمن الداخلي يوسف، انحنى أمام جثامين عائلته، يُقبلهم تارةً ويُعانقهم أخرى، كأنه يستمد من أرواحهم القوة والحنان في لحظة وداع مؤلمة، قائلاً :"ستكون لأرواح أهلي الشهداء الآن قبورٌ أزورُها، سأعانق قبورهم كلما أشتاق قلبي إليهم"، فيما النساء حائرات يتساءلن عن أي عائلة ستبكي عليها دموعهن، فأربع عائلات أُبيدت.
شقيق الشهداء حسن كان الأكثر قدرة على التعبير عن موقف العائلة، متمنياً أن يُشكل استشهادهم تضحية عظيمة من أجل تراب لبنان.
وكان موكب التشييع انطلق من مستشفى رياق العام في اتجاه البلدة، وقد أمّ الصلاة الشيخ يزبك يزبك على الجثامين في حضور النائب رامي أبو حمدان الشيخ حسن يزبك ممثلا رئيس الهيئة الشرعية لـ"حزب الله" الشيخ محمد يزبك، قبل مواراتهم تباعا في مقبرة جماعية واحدة.
وشدد النائب رامي أبو حمدان أثناء مراسم التشييع على أن حزب الله سيظل متمسكاً بسلاحه وبقوة مواقفه، مهما ارتكب العدو من مجازر وحشية. ومن بين الأنقاض والأشلاء، نوجه له رسالة قوية: مهما مارست من ضغوط على الأبرياء، فلن تستطيع كسر إرادتنا، ولا يمكن لأحد أن ينتزع منا شيئًا من عزيمتنا.
اقرأ أيضاً: 5 ضحايا وعدد من الجرحى في غارة إسرائيلية بين العبادية وبعلشميه