ودعت بعلبك أبناءها الأبطال بألم وحزن عميق، شهداء الدفاع المدني اللبناني، وعلى رأسهم رئيس المركز بلال علي رعد، إلى جانب المسعفين: علي فواز عواضة، حسين محمد حسن، عمر محمود صلح، عباس رعد، وحيدر الزين، الذين سقطوا إثر العدوان الوحشي الذي استهدف مركزهم في بلدة دورس بقصف من قبل العدو الإسرائيلي.
تزيّنت الجثامين ببدلات مسعفي الدفاع المدني، وكانت المواكب تجسد عظمة الفخر والتضحية، مهيبة ومؤثرة، في حضور حشد كبير من رفاق الدفاع المدني والمواطنين، الذين تجمّعوا ليعبروا عن تقديرهم ووفائهم لهذه التضحيات الجسيمة التي قدمها هؤلاء الأبطال، الذين استقبلتهم الأرض برغبة الأمهات والآباء، حيث وُوروا في الثرى في أحضان مدافن عائلاتهم، وفي جنة الشهداء في مدينة بعلبك، لتبقى ذكرى تضحياتهم خالدة في قلوب الأجيال.
وكانت مراسم تشييع جثامين رعد وعواضة و حسن، التي شارك فيها ممثل المدير العام للدفاع المدني العميد ريمون خطار، جوزيف أبو شعيا، على رأس وفد، إلى جانب عدد من المسعفين الناجين، استُهلّت بوقفة تضامنية فوق أنقاض المركز تكريماً لزملائهم الذين قضوا شهداء في سبيل الواجب، ثم قدم الوفد التعازي والمواساة لعقيلة الشهيد بلال رعد في بلدة دير الأحمر.
تحدث المكلف بإدارة شؤون مركز بعلبك الإقليمي للدفاع المدني سلمان عدنان سليمان أعرب عن أسفه لخسارة الشهداء الذين عملوا على مدى شهرين بشكل متواصل دون كلل أو ملل في خدمة المواطنين ومساعدتهم ليلاً ونهاراً. وأضاف: "إن خسارتنا لإخوتنا في الإنسانية، وإخوتنا في الدفاع المدني، كانت قاسية للغاية، وخاصة القائد بلال رعد الذي كان مثالاً يُحتذى به في القيادة، حيث حمل مدينة بعلبك وهذه المنطقة على عاتقه، مكرساً كل وقته وجهده للدفاع المدني".