يجهد المجتمع المدني شمالاً بكل جمعياته وأنديته وحركاته الكشفية، بالتعاون مع البلديات، في السعي الى رعاية النازحين الى طرابلس والأقضية الشمالية الأخرى، والذين تزداد أعدادهم يومياً جراء تمادي العدو الاسرائيلي في عدوانه الدموي المدمّر.
ولا بد من الاشارة الى أن مراكز الايواء في الشمال تتوزع على الاقضية كالاتي:
طرابلس 30 مركزاً، زغرتا 17 مركزاً، الكورة 21 مركزاً، المنية ١٠ مراكز،
الضنية 12 مركزاً، البداوي 5 مراكز. علماً أن لا مراكز إيواء في قضاء بشري والجبة.
استوعبت هذه المراكز 13338نازحاً يشكلون 3271 عائلة، توزعوا على المدارس والمهنيات الرسمية. في حين أن الأعداد مضاعفة والآرقام أكبر لكن لم تحص كلها بعد، إذ إنهم يقيمون في غرف أو شقق أو مساكن مستأجرة أو لدى أقارب وأصدقاء.
نزوح نحو الساحل
وعلى رغم اشتداد القصف والتدمير، لم يتعدّ النزوح ما كان يتوقعه المعنيون من أرقام، لسببين، بحسب متابع الملف في زغرتا من "تيار المردة" سامر عنتر، هما "أن غالب الوافدين الجدد تواصلوا مع من سبقوهم الى الشمال واستأجروا شققاً أو بيوتاً وأقاموا عنده ، وأن كثيرين لجأوا الى أماكن قريبة من مناطقهم وهم بالتالي يعودون الى منازلهم بعد توقف الغارات".
ويضيف: "بدأنا نشعر بحركة انتقال للنازحين من الجرود نحو الساحل بسبب الصقيع والبرد وخوفا من الشتاء المقبل، فيما ينتقل عدد منهم من قضاء الى آخر حسب إمكاناتهم".
البرد الداهم والشتاء المقبل حرّكا بنشاط كبريات جمعيات المجتمع المدني لتأمين مستلزمات التدفئة واللباس الشتوي والحرامات (البطانيات) والأغطية السميكة، وحتى الأدوية والمأكولات الساخن وما اليها من أمور ومستلزمات تساعد في تخطي أحوال الطقس الباردة، من دون أن تغيب الاهتمامات الأخرى مثل النشاطات الاجتماعية والترفيه للأولاد، والعناية بالهندام والصحة النفسية، الى تأمين الأغذية والطعام باستمرار، وكل ذلك يتحمل نفقته المتبرعون الذين يواصلون الدعم... فيما الدعم الرسمي في خبر كان !
بلدية زغرتا و"الميدان" و"دنيانا"
وتواكب بلدية زغرتا - إهدن نشاط الجمعيات، بالمساعدة عبر آلياتها وشرطتها في توزيع وجبات الطعام من مطبخ "دنيانا" على مراكز الايواء، وتعمل يوميا عبر جهاز التنظيفات على رفع النفايات من المراكز، وشطف أماكن تجميعها ورش الكلس. وتنتشر شرطة البلدية عند مداخل مراكز الايواء للإشراف على حركة الدخول والخروج والمساهمة في فض الاشكالات ان حصلت، وتؤمن تنظيم السير وتساعد أبضاً في إيصال المساعدات من مراكز التجميع الى مراكز الايواء.
جمعية "الميدان" التي تترأسها عقيلة رئيس "تيار المردة" ريما قرقفي فرنجيه التي تتفقد مراكز الايواء وبيوت النازحين دورياً تحت شعار "ع الحلوة والمرة"، تقوم بدور أساسي وحيوي بالاستجابة العاجلة للطوارئ الإنسانية في الشمال بالتنسيق مع الجهات المختصة، عبر فريق عمل محترف، متنوع ومختص، ساهر على خدمة النازحين على مدار الساعة. يفتح مطبخ الجمعية أبوابه يومياً ليعدّ أكتر من خمسة آلاف سندويش للترويقة، توزّع على مراكز الايواء و ثلاث مؤسسات خيرية تهتم بالنازحين.
إضافة الى النشاطات الترفيهية والتربوية لتخفبف تبعات الحرب والنزوح عن الأطفال، وكذلك الأنشطة الرياضية، والإهتمام بالصحة عموماً والصحة النفسية والجسدية خصوصاً وبالطبع النظافة.
وتدعم أيضاً مشروع Makani الذي يقدم الدعم النفسي والإجتماعي والإسعافات النفسية الأولوية في مراكز الايواء.
أما جمعية "دنيانا" فتتابع بالوتيرة نفسها الجهد والنشاط خدمة للنازحين، وخصوصاً من خلال مطبخ لإعداد وجبات الغداء للنازحين في فنية زغرتا العالية، فضلاً عن الاهتمام بالتدفئة واللباس ومستلزمات النوم، ورعاية الصحة والنشاطات الترفيهية والرياضية للاطفال، بمواكبة دائمة من رئيستها لين زيدان عقيلة النائب طوني فرنجيه.
بلدية طرابلس و"تيار العزم"
الى ذلك، أنهى متطوعو منصة الطوارئ في Call Center التابع لبلدية طرابلس، بتوجيه من رئيس البلدية رياض يمق، عملية الكشف المنزلي على أماكن وجود النازحين، بإشراف المستشار المتطوع خالد الحجة والمستشارة المتطوعة سارة الخير، بمؤازرة دوريات من الشرطة البلدية. ليجري بعدها توزيع المساعدات على العائلات ضمن برنامج وآلية منظمة تضمن إيصالها إلى الجميع في موعد يحدّد بحسب الأحياء ليشمل جميع منازل النازحين.
وجدد يمق دعوته النازحين الى "الإسراع في التسجيل على المنصة لتأمين المساعدات في أسرع وقت ممكن"، آملاً في أن "يتوقف العدوان الإسرائيلي عاجلاً ويعم السلام والأمن والأمان كل الأراضي اللبنانية".
وتؤكد رئيسة قطاع المرأة في "تيار العزم" جنان مبيض لـ"النهار" أن الجمعية "من اليوم الأول للازمة بتوجيهات من دولة الرئيس نجيب ميقاتي، كانت على أرض الواقع مع النازحين الى طرابلس حيث جالت على المراكز لتفقد الحاجات الأساسية ومتابعة أحوال الضيوف ".
وتشير الى "وضع خطة أولية للاستجابة بإشراف المدير العام للجمعية الاستاذ رياض علم الدين لتأمين اللازم من فرش ومخدات وحرامات وأدوات تنظيف، أو ملابس وحليب وحفاضات للأطفال والأدوية المزمنة وغير المزمنة عبر سائر القطاعات بالتنسيق مع مدراء المراكز ولجنة إدارة الكوارث .
كذلك فتحت مراكز العزم الصحية الاجتماعية مراكزها الخمسة لمتابعة جميع المرضى صحياً".
وتضيف: "استجابت الجمعية طلب وزارة الصحة ضمن الخطة الوطنية بالتعاون مع اليونيسيف، وفرزت عيادات جوالة على مناطق عدة منها شكا وأنفة والتبانة والزاهرية… إضافة إلى عيادات جوالة وثابتة في مراكز إيواء المعرض أكبر مركز في الشمال، طوال أيام الأسبوع بإدارة مسؤولة القطاع الصحي الاجتماعي السيدة بارعة حمد.
أما القطاع الاجتماعي، فنظّم نشاطات عدة ولقاءات توعوية وصحية وتثقيفية ورياضية وورشات تدريب ضمن برنامج التنمية البشرية . وأطلقت أخيراً مشروع الدعم التربوي بالتعاون مع الكشاف العربي، تزامناً مع بدء الموسم الدراسي الذي لاقى ترحيباً من الأهل والطلاب".
نقابة المحامين و"الروتاري" و"الليونز"
من جهة أخرى، بتوجيهاتٍ من النقيب سامي مرعي الحسن، وضمن الدفعة الثانية من المساعدات التي بادرت الى تقديمها نقابة المحامين في طرابلس، وزعت لجنة الاغاثة ومتابعة الكوارث في النقابة بطانيات على بعض الأسر النازحة في عكار وطرابلس والضنية والميناء.
في موازاة ذلك، تقدم أندية الروتاري والليونز وجبات طعام وملابس شتوية ومستلزمات للايواء، من ضمن إمكاناتها المادية. كذلك تساعد الفرق الكشفية في توزيع المساعدات والطعام بالتعاون مع المانحين.