في وقت لا يزال لبنان يترقّب الردّ الإسرائيلي على تعديلات الورقة الأميركية، وسط غارات عنيفة تهزّ الضاحية الجنوبية لبيروت منذ الصباح، وتهديدات أخرى بالقصف في جنوب لبنان، بدأ الإعلام الإسرائيلي بتداول أنباء عن كواليس الموقف الإسرائيلي من مسودة الاتفاق، بعدما أعلنت صحيفة "معاريف" أنّ "الموفد الأميركي آموس هوكشتاين غادر إسرائيل من دون الإعلان عن نتائج المباحثات".
وفق "القناة 12 الإسرائيلية"، فإنّ "إسرائيل تصرّ على ألّا تكون فرنسا جزءاً من اتفاق التسوية مع لبنان أو اللجنة الدولية". وعزت القناة سبب رفض إسرائيل أيّ دور لفرنسا في التسوية إلى "مواقف إدارة ماكرون المناهضة لإسرائيل".
في السياق، نقلت "القناة 12" عن مسؤولين أميركيين قولهم إنّ "هناك قبولاً في لبنان بشأن الرسالة الأميركية التي تدعم حرية إسرائيل في التحرّك ضدّ التهديدات المباشرة"، وهو ما يرفضه لبنان ووضع ملاحظاته عليه سابقاً.
كما لفتت "القناة 12" إلى أنّ "إسرائيل تطالب بصياغة تضمن لها حقّ الامتناع عن فتح مفاوضات حول النقاط الحدودية المتنازع عليها مع لبنان".
إلى ذلك، ذكر مسؤول عسكري إسرائيلي، لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، بأنّ "إسرائيل تُريد إنهاء الحرب في لبنان لكن لا داعي للاستعجال بالتسوية"، وفق قوله، مضيفاً أنّ "الضربات ضد حزب الله الآن أشدّ ويمكن أن تتزايد".
وبالأمس، أفاد مسؤول لبناني لوكالة "رويترز" بأنّ "الطرف اللبناني يُشدّد على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي فوراً فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنّى للجيش اللبناني أن ينتشر في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فوراً إلى ديارهم"، فيما موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوماً من إعلان الهدنة.
وقال إنّ لبنان يسعى أيضاً إلى إدخال صياغة في الاقتراح من شأنها أن تحافظ على حق الجانبَين "في الدفاع عن النفس".
وكان الموفد الأميركي آموس هوكشتاين اجتمع بالأمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تل أبيب، قبل أن يعقد اجتماعاً مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي.