بدت لافتة زيارة موفد الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين لكل من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، وسبقهم بلقاء رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل في واشنطن.
ودرج هوكشتاين في كل زياراته الأخيرة على لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، من دون لقاءات أخرى إلا أنه ارتأى هذه المرة تغيير الاستراتيجية في رسالة إلى حضور الجانب المسيحي بالمفاوضات من جهة والاستماع إلى وجهات نظره من جهة أخرى، وذلك بعد الاعتراضات التي ظهرت على المفاوضات الجارية وخصوصاً تغييب الطرف المسيحي عنها، بالإضافة إلى إشراك النائب السابق وليد جنبلاط لما له دور وسطي وتسووي بين الأطراف.
ولكن على الرغم من ترحيب الأطراف المذكورة باللقاءات بقي السؤال المطروح: هل بقيت هذه الزيارات في الإطار البروتوكولي أم أُخذ بمطالب أو هواجس من زارهم.
وفي هذا الإطار أشار رئيس جهاز العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ريشار قيومجيان إلى أن هوكشتاين وضع جعجع في أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701، واستمع إلى موقفه ورؤيته لكل الحلول المطروحة خصوصاً في البنود المتعلقة بسيادة الدولة وحصرية السلاح بيد الجيش اللبناني والقوى الشرعية اللبنانية.
وبحسب قيومجيان فإن المبعوث الأميركي قام في تواصله مع الأخير بتعديل بعض العبارات أو الكلمات أو المصطلحات ولكن لم يمسّ بجوهر الاقتراح الذي أتى على أساسه إلى لبنان. وأردف: "يبدو أنه لمس في لقائه مع الرئيس بري إيجابيات دفعته للذهاب إلى إسرائيل. في الأساس، لم يأتِ إلى بيروت للتغيير في جوهر الورقة، لكنه أخذ في الاعتبار ملاحظات الجانب اللبناني وحملها إلى تل أبيب".
قيومجيان الذي لفت إلى أن البحث يتركز على آلية تطبيق القرار 1701، قال: "بالطبع لسنا مع حرية حركة إسرائيل وتدخلها في لبنان إلا أن هذا البند يأتي في إطار احتمال إخلال "الحزب" بالاتفاق. هنا تترتب على الدولة اللبنانية المسؤولية ولكن للأسف المفاوضات تتم بواسطة الرئيس بري ولكن مع "الحزب" لا الدولة. كان على الحكومة المستقيلة من مهامها أن تفاوض عبر الوسيط الأميركي. في الأساس، مسؤولية التفاوض مع الخارج يتولّاها رئيس الجمهورية ولكن في ظلّ غياب هذا الأخير والفراغ القائم في سدّة الرئاسة الأولى، كان على الحكومة أن تأخذ زمام المبادرة وأن تقول إن وجود الجيش اللبناني هو الضامن الأساسي لتطبيق الـ1701 وتظهر جدّية ومصداقية. شأن الدولة هو مع "الحزب" الذي تقف خلفه إيران.
وختم قائلاً: "نحن ضد أن تخرق إسرئيل السيادة وتستبيح الأجواء اللبنانية متى شاءت، لذا نطالب بأن يتسلّم الجيش اللبناني هذا الأمر. كان بإمكاننا تلافي كل ما وصلنا إليه اليوم لو أن الدولة اللبنانية كانت تمسك بزمام الأمور".
إلى ذلك أكد مصدر في الحزب التقدمي الاشتراكي أن زيارة هوكشتاين لجنبلاط تأتي في إطار التواصل المستمر بين الطرفين وبين جنبلاط والولايات المتحدة الأميركية.
ولفت إلى أن الزيارة الأخيرة هي "محاولة من الوسيط الأميركي لتأمين إجماع على الحلول التي يعمل عليها لإيقاف الحرب وتنفيذ القرار 1701 وحلحلة النقاط العالقة".
وأشار إلى أن هوكشتاين سبق أن زار جنبلاط في السابق ودار نقاش عميق بين الرجلين حول الحلول الممكنة لوقف الحرب في أسرع وقت ممكن، وحينها أبدى جنبلاط استعداده للمساعدة نتيجة علاقته الوسطية بالأطراف وأتت هذه الزيارة كاستكمال للزيارة الأولى وخصوصاً أن التطورات يمكن أن تصل إلى نهايات مقبولة وسريعة.