لمع اسم دير ميماس في الأيام الأخيرة بعدما دخل الإسرائيليون جزءاً منها طالبين من سكّانها ملازمة منازلهم وعدم التنقّل تفادياً لتعرّضهم إلى خطر الموت. الحصار المفروض عليهم إسرائيلياً، لم يشفع بلصق التهم بهم ونعتهم بالعملاء، وكأنّ صفة صمود صاحب الأرض في أرضه باتت تُهمة مرادفة للعمالة والخيانة.
رئيس بلدية دير ميماس جورج نكد أكّد لـ"النهار" أنّ "العلم الإسرائيلي لم يُرفع في البلدة، والإسرائيليون دخلوا إلى المناطق الحرجية ووصلوا إلى جوار دير ميما الذي يقع على خطّ نهر الليطاني، وتمركزوا إلى جانبه ولم يدخلوا الدير"، مشيراً إلى أنّ "المواقع التي كان عناصر "المقاومة" موجودين فيها، تحت الدير".
وقال: "هناك نحو 20 شخصاً يلازمون بيوتهم، وأتتنا رسالة تحذيرية من الإسرائيليين للطلب من السكان عدم المغادرة، و"قامت العالم علينا" ظنّاً منهم أنّنا نتواصل مع الجيش الإسرائيلي"، نافياً بشكل قاطع أي تواصل مع الإسرائليين.
وأشار إلى وجود معلومات غير مؤكّدة عن انسحاب الإسرائيليين من أطراف البلدة.
وأكّد أنّه "حتّى الساعة المواد الغذائية كافية، لكنّ هناك امرأة حاملاً يجب إخراجها من البلدة، واتصلنا بالصليب الأحمر واليونيفيل إنّما حتّى الآن لم يُعطَ الصليب الأحمر الدولي الإذن لإخراج المرأة".
وتمنّى أن تتوقّف الحرب سريعاً وأن يعود الجميع إلى بيوتهم وقراهم.
وفي اتصال مع "النهار" كشف أحد المواطنين المحاصرين في البلدة، أنها لا تزال مقفلة من الاتجاهات الثلاثة، طريق دير ميماس - برج الملوك حيث يعتقد أن الاسرائيليين يتواجدون هناك، طريق دير ميماس - القليعة حيث يقيم الإسرائيليون ساترا ترابياً، وطريق دير ميماس - النبطية التي عاد الإسرائيلي وقطعها مجدداً.
وأفاد شاهد عيان بأن الإسرائيليين غادروا البلدة فجر اليوم، لكن نحن بالانتظار.
الصرخة بشأن المواد الغذائية ستعلو قريباً اذا طال أمد الحصار المفروض على أهالي دير ميماس، وهم يتواصلون مع الصليب الاحمر الدولي لإخراج المرأة الحامل، التي من المفترض أن تلد بعد نحو 15 يوماً، وبالتالي، من المتوقع أن يأتي الصليب الأمر لهم بالخبز والمياه، لذا يناشدون المعنيين الإسراع لترتيب الأوضاع هناك.