يشهد الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، تسارعاً وبوتيرة إيجابية، في الوقت الذي تستمر فيه العمليات العسكرية المتبادلة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي.
في أبرز وأحدث التطورات بشأن الاتفاق، قال البيت الأبيض مساء اليوم الاثنين إن "المناقشات التي أجرتها الحكومة الأميركية بشأن وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل إيجابية وتمضي في الاتجاه الصحيح نحو التوصل إلى اتفاق".
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "نحن قريبون. كانت المناقشات... بناءة ونعتقد أن المسار في اتجاه إيجابي للغاية. ولكن... لن يتم فعل أي شيء حتى يتم الانتهاء من كل شيء".
كما ذكرت الرئاسة الفرنسية أن "المناقشات بشأن وقف لإطلاق النار في لبنان أحرزت تقدماً كبيراً"، مضيفة: "نأمل أن تنتهز جميع الأطراف المعنية هذه الفرصة في أقرب وقت ممكن".
ونقلت مراسلة "النهار" في باريس عن مصدر فرنسي مقرب من الأوساط الرئاسية ومطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، أن فرنسا والولايات المتحدة تنتظران إعلان المجلس الوزاري الإسرائيلي قبول الاتفاق رسمياً ليعلن الرئيسان الأميركي جو بايدن بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون غداً سريانه وتفاصيله.
ووفق ما نقلت "رويترز" عن 4 مصادر لبنانية وصفتها بـ"رفيعة المستوى"، فإن هناك خطة للرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون للإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل خلال 36 ساعة.
اقرأ أيضاً: مؤشرات إيجابية من إسرائيل... نتنياهو وافق "مبدئياً" على وقف النار في لبنان
اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي
ومن المقرر أن يجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلي غداً الثلاثاء للموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، في ما قال مسؤول لبناني إن واشنطن أبلغت بيروت بأنه يمكن الإعلان عن اتفاق "في غضون ساعات".
وقال مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق من اليوم إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب أصبح أقرب رغم وجود بعض المسائل العالقة، بينما عبر مسؤولان لبنانيان كبيران عن تفاؤل حذر، وذلك مع استمرار الغارات الإسرائيلية على لبنان.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري عن مسؤول أميركي كبير لم ينشر اسمه قوله إن إسرائيل ولبنان اتفقتا على بنود الاتفاق، في ما قال مسؤول إسرائيلي كبير إن الاجتماع الذي ينعقد غدا يهدف إلى إقرار الاتفاق.
وتضغط الولايات المتحدة من أجل التوصل إلى اتفاق لإنهاء الأعمال القتالية المستمرة منذ أكثر من عام بين حزب الله وإسرائيل، والتي اندلعت بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وتصاعدت الاشتباكات خلال الشهرين الماضيين، مما أثار مخاوف من حدوث حرب أوسع في الشرق الأوسط.
"لا عقبات جدية"
وقال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إلياس بو صعب إنه لم تعد هناك "عقبات جدية" أمام بدء تنفيذ هدنة اقترحتها الولايات المتحدة.
وأوضح بو صعب أن المقترح ينص على انسحاب عسكري إسرائيلي من جنوب لبنان ونشر قوات نظامية من الجيش اللبناني في منطقة الحدود في غضون 60 يوماً.
وأضاف أن إحدى نقاط الخلاف بشأن من سيراقب وقف إطلاق النار تسنى حلها خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية بالموافقة على تشكيل لجنة من خمس دول، منها فرنسا، ترأسها الولايات المتحدة.
وقال ديبلوماسي غربي إن هناك نقطة خلاف رئيسية أخرى تتعلق بتسلسل انسحاب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني وعودة النازحين إلى منازلهم في جنوب لبنان.
وركزت الجهود الدبلوماسية على وقف إطلاق النار بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 الذي اعتمدته الأمم المتحدة في عام 2006 وأفضى إلى إنهاء حرب استمرت بين حزب الله وإسرائيل من خلال فرض وقف إطلاق النار. ونص القرار على حظر وجود أي قوات أو سلاح بخلاف قوات وسلاح الجيش اللبناني في المنطقة بين نهر الليطاني وحدود إسرائيل ولبنان.
وقال الأمين العام لجماعة حزب الله نعيم قاسم الأسبوع الماضي إن الجماعة راجعت الاقتراح الأميركي لوقف إطلاق النار وقدمت تعليقات عليه، وإن أي هدنة أصبحت الآن في أيدي إسرائيل.
ووافق حزب الله، الذي تصنفه الولايات المتحدة جماعة إرهابية، على أن يتولى رئيس مجلس النواب نبيه بري التفاوض.
وتقول إسرائيل إن هدفها هو تأمين عودة عشرات الآلاف إلى بلداتها الشمالية بعد إجلائهم منها بسبب الهجمات الصاروخية التي شنها حزب الله دعما لحركة حماس في بداية حرب غزة في تشرين الأول (أكتوبر) 2023.
وأجبر الهجوم الإسرائيلي أكثر من مليون شخص على ترك منازلهم في لبنان.