الشمال - طوني فرنجيه (مصور)
قبل دخول اتفاق وقف النار حيز التنفيذ، كان النازحون الى زغرتا وقضائها كما الى الأقضية الشمالية الأخرى، قد حزموا أغراضهم ووضعوها في السيارات أو الباصات أو سيارات الشحن الصغيرة، متحفّزين للعودة الى منازلهم في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، أياً تكن أحوالها. فالمهم عنده هو العودة "لأن الأرض لنا ولن نتركها لعدو أو محتل"، كما قالت إمرأة من النبطية كانت في معهد زغرتا الفني العالي تجهّز مع زوجها للعودة الى المدينة "ولو بدنا نقعد ع الأرض، أو نعيش بالخيم، راجعين ع أرضنا وبيوتنا ".
قوافل العودة الى الديار بدأت فور سريان وقف النار عند الرابعة فجراً، "وكنا توجهنا الى منطقتنا قبل دخوله حيز التنفيذ، لكن حقد العدو على بيروت منعنا"، وفقاً لآحد أبناء صور الذي كان في مركز إيواء في زغرتا .
"المهم أننا عائدون"، قالها أبو مصطفى لـ"النهار"، مضيفاً: "نحن فرحون بهذه العودة وسنعيد بناء ما دمره العدو بشكل أفضل وأحسن ."
تهانىء... ووداع مؤثّر خالطته دموع الفرح بانتهاء الكابوس وتحقق العودة، وتبادل أرقام الهواتف للتواصل في ما بين نزلاء مراكز الايواء من مناطق مختلفة، الذين أمضوا معاً أوقاتاً عصيبة.
فرح العودة حمل معه أيضاً غصّة فقدان الأحبة، والكل كان يبكي السيد حسن نصرالله، "نعود الى بيوتنا بدون السيد حسن، تقبّل الله شهادته. مستمرون في نهجه ومقاومة العدو"، لسان حال النساء قبل الرجال .
"نسبة الذين غادروا مراكز الايواء حتى الساعة زادت عن 60 في المئة"، بحسب أحد المسؤولين في لجنة الاهتمام بالنازحين في زغرتا، فيما الباقون يتريثون إما لساعات وايام قليلة تجنباً لعجقة السير الخانقة في مثل هذه الحالات والانتظار ساعات طوال على الطرق، وإما لتأمين مكان إقامة بديل بعدما دمرت قراهم بالكامل".
ويضيف: "أما الذين في الشقق أو البيوت المستأجرة، فقد غادروا بنسبة أكبر توفيراً للمال وصرفه في إعادة الترميم أو الاعمار".
ولم ينس النازحون توجيه شكر الى "كل من وقف الى جانبهم في محنتهم وساعدهم على تجاوز الوضع الصعب، وخصوصاً جمعيتي الميدان ودنيانا اللتين أحاطتانا بكل محبة واحترام ورعاية مثلى، وتيار المردة وعلى رأسه الوزير السابق سليمان فرنجيه".
عودة النازحين اليوم تذكرنا بالعودة المماثلة بعد عدوان تموز ٢٠٠٦ مع فارق أحوال الطقس، والأمل في أن تكون عودة دائمة معزّزة بأمان وسلام دائمين.