تبدّلت معالم أحياء كثيرة في الضاحية، وافترش ركام الأبنية شوارعها التي ازدحمت منذ الصباح في رحلة العودة الموجعة لمن خسر أملاكه وأرواحاً غابت في خضم الجنون الاسرائيلي الذي ضرب في كل مكان.
"هناك كان منزلنا... وكانت لنا ذكريات" تقول الحاجة التي احتضنت جارتها العائدة هي الأخرى بحثاً عن ما تبقى من أثر للبناء الذي "اختفى".
وجال شبّان على متن دراجات نارية في الأحياء التي انتشرت فيها كوم من ركام مبانٍ مدمّرة، حاملين رايات حزب الله الصفراء ومردّدين هتافات مؤيدة له .
كما شهد الخط الساحلي بين بيروت والجنوب زحمة سير وسيارات وحافلات صغيرة محمّلة بفرش النوم وأكياس وحقائب وناس تتجّه جنوبا.
وبدت معالم الفرح على وجوه العائدين، ورفع بعضهم شارة النصر أو قبضاتهم احتفالا، وأطلق آخرون أبواق السيارات.
وفي شوارع مجاورة ما زالت تحتفظ بأشجارها الخضراء على الرغم من الغبار المتراكم، تعبر السيارات التي رفعت الأعلام الصفراء والشعارات الدينية وهتافات يتردد صداها في أبنية ما تزال مهجورة منذ الضربة الأولى في أيلول (سبتمبر) الفائت.