النهار

عكار تُودّع وفود النازحين وسط تضامن إنسانيّ ووطنيّ (صور)
المصدر: "النهار"
عكار تُودّع وفود النازحين وسط تضامن إنسانيّ ووطنيّ (صور)
قوافل العائدين من عكار.
A+   A-
مع سريان مفعول وقف إطلاق النار، بدأت حركة العودة للعائلات التي وفدت إلى قرى وبلدات محافظة عكار جرّاء العدوان الإسرائيلي، والتي بلغ عددها ما يزيد عن الـ16 ألف عائلة، مؤلّفة من حوالي 80 ألف شخص.

 

ومنذ الصباح، يتوافد النازحون العائدون إلى منازلهم وسط مشاعر عاطفية عمت كافة البلدات العكارية الـ142 التي استقبلت العائلات النازحة، وقد عبّرت على طريقتها عن شكرها لحالة التضامن الإنسانية والوطنية والتكاتف الذي حصل رغم الإمكانيات الصعبة.

 

 

وتوجّهت العائلات النازحة بمواكب سيارة وعبر عشرات الحافلات،  بعضهم إلى بلداتهم في مناطق الهرمل والبقاع عبر طرقات القبيات - بيت جعفر وأكروم -بيت جعفر، وكذلك عبر طرقات مشمش فنيدق مرجحين الهرمل.

 

كما توجّهت باقي العائلات عبر الطرق الساحلية باتجاه بيروت والجنوب حاملين ذكريات ومآسي النزوح، وكذلك فرح الاستضافة والتعاضد التي حظيوا به في ربوع عكار.

 

 

وصدر عن اتحاد بلديات جرد القيطع بياناً حمل رسالة شكر وعرفان لأهل عكار وكل من مدّ يد العون والمساعدة في تأمين كل مستلزمات الاستضافة للعائلات التي وَفَدت إلى عكار وجاء فيه: "بعد أن هدأت المدافع ورُسّخ وقف إطلاق النار، وبدأت رحلة عودة النازحين إلى قراهم ومدنهم، لا بد أن نتوقف لحظة شكر وامتنان لكل من كان سنداً وداعماً في هذه الأزمة الإنسانية.

 

أضاف البيان: "نتوجه أولاً بالتحية والتقدير لأهل عكار الكرام، الذين أثبتوا أنهم أهل النخوة والمروءة. لقد فتحوا بيوتهم وقلوبهم لاستقبال النازحين، وتجاوزوا التحديات اليومية ليقدّموا مثالاً رائعاً للتضامن الإنساني، وما قدموه يعكس القيم الأصيلة المتجذرة في نفوسهم".

 

وتابع: "نخصّ بالشكر الفرق التطوعية، التي لم تدخر جهدًا في رعاية وإيواء النازحين، رغم قلّة الموارد وكثرة التحديات. هؤلاء الأبطال المجهولون كانوا في الخطوط الأمامية، يعملون ليل نهار لتوفير الطعام، المأوى، والدفء للعائلات المنكوبة. جهودهم الجبارة تستحق كل إشادة وتقدير"، متوجّهاً بـ"الشكر العميق لغرفة العمليات في اتحاد بلديات جرد القيطع، التي لعبت دورًا محوريًا في تنسيق الجهود والإشراف على العمليات اللوجستية والإغاثية. بفضل احترافيتها وتفانيها، تمكّنت الفرق العاملة من الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتضررين وتقديم الدعم لهم في الوقت المناسب"، معتبراً أنّ "هذا العمل المتميز يعكس الروح المؤسسية العالية والمسؤولية الاجتماعية التي تحملها غرفة العمليات تجاه مجتمعها".

 

 

كما أكد أنّ "هذا التكافل الإنساني كان رسالة أمل في زمن الألم، ومثالاً حيّاً على أنّ الشعب اللبناني قادر على تجاوز الأزمات عندما تتضافر الجهود"، شاكراً "كل من ساهم، صغيرًا كان أو كبيرًا، في تخفيف معاناة النازحين ورسم ملامح عودة آمنة لهم إلى ديارهم"، وآملاً في أن "تكون هذه المحنة درساً يُعزّز وحدتنا ويقوي عزيمتنا في مواجهة التحديات المستقبلية".

 

من جهته، أعرب عضو المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، كفاح الكسار، عن مشاعره الصادقة بعودة النازحين إلى ديارهم، معتبراً أنّ "هذه اللحظة تحمل معاني إنسانية ووطنية عميقة". وقال إنّ "عودة الأحبة إلى منازلهم ليست مجرد خطوة عادية، بل هي ميلاد جديد للأمل وترسيخ لمعاني المحبة والتآخي التي جمعتنا في أحلك الظروف".

 

 

وأشاد بـ"الدور الكبير الذي قام به أهالي عكار في احتضان النازحين، مؤكدًا أن هذه القيم الإنسانية ستظلّ نبراساً يُضيء الطريق للأجيال المقبلة"، مضيفاً: "اليوم، نحن مدعوون جميعًا لتحويل هذا التضامن إلى طاقة بنّاءة للنهوض بالوطن وإعادة إعمار ما تهدّم".

الأكثر قراءة

كتاب النهار 11/26/2024 4:28:00 AM
الحديث عن قيام لبنان الجديد بيد إسرائيلية، هو وهمٌ يتوجب الكف عن التفكير فيه. لن يكون لدى الآخرين وقت للبكاء على لبنان، إن لم تدمع عيون سياسييه له!

اقرأ في النهار Premium