النهار

بعد سلسلة تهديدات أطلقها المسؤولون الإسرائيليون مساء اليوم الاثنين، شن الجيش الإسرائيلي عدداً من الغارات على مناطق في جنوب لبنان أوقعت شهداء وجرحى، قائلاً إنها تأتي رداً على خرق حزب الله للهدنة.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال اليوم إن إسرائيل سترد "بقوة" بعد أن نفذ حزب الله ضربة على موقع عسكري إسرائيلي، وعزا الحزب ذلك إلى انتهاكات إسرائيلية متكررة لوقف إطلاق النار.

 

كما توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء اليوم الاثنين، برد قاس على حزب الله بعد إطلاقه النار باتجاه مواقع للجيش الإسرائيلي.

 

وقال كاتس: "وعدنا بالتحرك ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من جانب حزب الله وهذا بالضبط ما سنفعله".

 

بعد ذلك، أكد رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: "سنرد بحزم على حزب الله والخطط والأهداف جاهزة للتنفيذ في أي لحظة".

 

من جهته، قال البيت الأبيض اليوم إن آلية مراقبة وقف إطلاق النار في لبنان تؤدي مهامها رغم وجود ضربات متقطعة، بينما نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله: "هذه الديناميكية يمكن أن تؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار في لبنان".

 

كما قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله صامد على الرغم من بعض الحوادث.

وقال الميجور جنرال باتريك رايدر المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين: "تقييمنا بشكل عام هو أن وقف إطلاق النار صامد على الرغم من بعض هذه الحوادث التي نشهدها".

 

وكان حزب الله أعلن استهداف موقع رويسات العلم التابع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا.

 

وجاء في بيان للحزب: "على إثر الخروقات المتكررة التي يبادر إليها العدو الإسرائيلي لاتفاق وقف الأعمال العدائية المعلن عن بدء سريانه فجرَ نهار الأربعاء في 27 تشرين الثاني 2024، والتي تتخذ أشكالاً متعددة منها إطلاق النيران على المدنيين والغارات الجوية في أنحاء مختلفة من لبنان، ما أدى إلى استشهاد مواطنين وإصابة آخرين بجراح، إضافة إلى استمرار انتهاك الطائرات الإسرائيلية المعادية للأجواء اللبنانية وصولاً إلى العاصمة بيروت، وبما أن المراجعات للجهات المعنية بوقف هذه الخروقات لم تفلح، نفذت المقاومة الإسلامية مساء اليوم الإثنين ردّا دفاعياً أولياً تحذيرياً مستهدفةً موقع رويسات العلم التابع لجيش العدو الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة وقد أُعذِر من أَنذر".

 

وسبق أن قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "حزب الله أطلق قذيفتيْن صاروخيتيْن نحو منطقة جبل روس سقطتا في منطقة مفتوحة دون وقوع إصابات".

 

اقرأ أيضاً: أبو فاعور لـ"النهار": حزب الله أدخل نفسه والبلد في تحدّ كبير وعلينا إعطاؤه بعض الوقت

وفي غضون ذلك، أفادت "القناة 12 الاسرائيلية" أن "الوزير السابق في مجلس الحرب بيني غانتس يطالب بضرب أهداف تابعة للدولة اللبنانية رداً على ما وصفه بخرق حزب الله لوقف إطلاق النار".

وتابعت: "أفيغدور ليبرمان ويائير غولان من المعارضة الإسرائيلية يطالبان الجيش برد قوي على قصف حزب الله".

وكان الجيش الإسرائيلي قد واصل خرق اتفاق إطلاق النار عبر شنّ غارات جنوب لبنان والتحليق المتقطع فوق عدد من البلدات اللبنانية.

 

وفي آخر التطورات الميدانية، شنَّت طائرة مسيَّرة إسرائيلية اليوم غارة بصاروخين على دراجة نارية في جديدة مرجعيون (جنوب لبنان) قرب محطة تحويل الكهرباء، ما أدى إلى سقوط ضحية.

كما واصل الجيش الإسرائيلي استهدافه الجيش اللبناني، إذ صدر بيان عن قيادة الجيش اللبناني جاء فيه: "استهدفت مسيرة للعدو الإسرائيلي جرافة للجيش أثناء تنفيذها أعمال تحصين داخل مركز العبّارة العسكري في منطقة حوش السيد علي- الهرمل، ما أدى إلى إصابة أحد العسكريين بجروح متوسطة".

وسبق أن أعلنت قيادة الجيش أنه "بتاريخ 1 /12 /2024، عُثِر على جثمان أحد ضباط الجيش في منطقة الناقورة- الجنوب داخل سيارته بعد استشهاده نتيجة استهدافه من العدو الإسرائيلي. وكان قد فُقِد الاتصال به اعتباراً من تاريخ 26 /11 /2024".

 

وقال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن لبنان سجل ما لا يقل عن 54 انتهاكا من جانب إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار حتى الآن.

 

ودعا بري في بيان أصدره مكتبه اللجنة المكلفة بمراقبة وقف إطلاق النار إلى بدء عملها "بشكل عاجل" و"إلزام" إسرائيل بوقف انتهاكاتها وسحب قواتها من الأراضي اللبنانية.

وأفادت وسائل إعلام عبرية بأنّ "المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين أبلغ إسرائيل بوقوع انتهاكات إسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان".

 

وجاء هذا التقرير في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخص واحد في غارة جوية على مرجعيون بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل.