بلدة تفاحتا في منطقة الزهراني في جنوب لبنان، تصدّرت لائحة أكثر البلدات التي قدمت شهداء في الغارات الإسرائيلية، بين 27 بلدة في قضاء صيدا.
ففي 16 شباط (فبراير) العام 1992, اغتالت إسرائيل فيها بمروحية "أباتشي" الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد عباس الموسوي مع زوجته وولدهما.
من الصعوبة بمكان، أن تجد قرية أو بلدة كبيرة أو صغيرة بعدد أبنائها في منطقة الزهراني والبالغ عددها 27، إلّا ارتكب فيها العدوان الإسرائيلي الأخير طوال أكثر من شهرين، مجازر ،من دون تمييز بين مقاوم ومدني وطفل أو رضيع، ولم يترك فيها سوى مزيد من الدمار والخراب في الأبنية والبيوت السكنية والمحلات التجارية، والممتلكات الخاصة والعامة، وخصوصاً في السيارات التي أحرقت وتحولت إلى كتل من حديد، مثلها مثل بعض المعامل والمصانع والبنى التحتية.
مئات الشهداء والجرحى سقطوا في عشرات المجازر التي ارتكبتها الغارات الإسرائيلية التي شنّها الطيران الحربي والمسيّر طوال شهرين، وكان لافتاً أن بلدة تفاحتا جنوب مدينة صيدا، وشمال نهر الليطاني البالغ عدد سكانها 7500 شخص، تقع على مرتفع مطل على شاطئ البحر ، سقط فيها العدد الأكبر من الذين استُشهدوا في أي قرية من قرى المنطقة، وبلغ عددهم استناداً إلى ما قاله رئيس البلدية إبراهيم كوثراني 64، بينهم أفراد عائلتين وخمسة من علماء الدين، وهم إمام البلدة الشيخ عبده أبو ريا، خضر عز الدين، علي أبو ريا، إبرّهيم ياسين وعلي الزين، وخمسة أشخاص من عائلة واحدة، إضافة إلى إصابة نحو 50 شخصاً، إضافة الى تدمير عشرات المنازل وتصدعها واحتراق مساحة شاسعة من الأحراج.
ولفت كوثراني، الى عودة الحياة تدريجاً إلى البلدة بعد عودة النازحين، مشيراً الى أن أولوية المجلس البلدي تنصّب الآن على توفير أماكن سكن للذين دُمّرت أو تصدّعت منازلهم، إضافة إلى إزالة الركام وإعادة إصلاح الأعطال في شبكتي المياه والكهرباء والهاتف وإعادة إعمار ما تهدّم.
اغتيال السيد عباس الموسوي
برز اسم تفاحتا، عام 1992, عندما اغتالت إسرائيل في 16 شباط من ذلك العام الأمين العام السابق للحزب السيد عباس الموسوي، مع زوجته سهام " أم ياسر" وولدهما حسين، إثر رعايته احتفال إحياء الذكرى الثامنة لاغتيال رفيقه إمام بلدة جبشيت الشيخ راغب حرب، وإلقائه كلمة في المناسبة, إذ في خلال عودته إلى بيروت عن طريق البلدة، أطلقت مروحية "أباتشي" صواريخ حراريه أصابت سيارته، مما أدّى إلى سقوطه مع زوجته وولدهما.