منال شعيا
هكذا، يبدو حتى اللحظة، أن هناك مساراً لاستقبال المساعدات التي تصل الى لبنان كالآتي: هي منظمات الأمم المتحدة عبر إطار مشترك مع هيئة الطوارئ الحكومية.
وإن كان لبنان حدّد حاجته، حتى الساعة، بـ427 مليون دولار من أجل الحاجات الملحة فقط، وفق ما أعلن رئيس هيئة الطوارئ الحكومية الوزير ناصر ياسين، أي من أجل إغاثة النازحين فحسب، ولا سيما بعدما وصل العدد الى مليون نازح، فالسؤال الأهم اليوم: الى أين تصل المساعدات؟ كيف تُصرف؟ ومن الجهة التي توزعها؟
آلية وغرف عمليات
بعد التدهور الكارثي الذي قلب تاريخ لبنان منذ نحو أسبوع، بات هناك "برنامج استغاثة" تشرف عليه هيئة الطوارئ الحكومية. ومن أبرز مهمات هذا البرنامج "إغاثة النازحين وتلبية حاجاتهم". من هنا، عادت تبرز المساعدات الدولية من عدد من الدول، وكان أبرزها فرنسا، الإمارات، السعودية وغيرها الكثير.
وفق ياسين، "ثمة آلية واضحة، وغرف عمليات تعمل بتنسيق، بحيث لا تفتح كل مؤسسة أو وزارة على حسابها، بل إن كل المساعدات، إن كانت عينية أو مالية، سيتم إيصالها بواسطة منظمات الأمم المتحدة وعبر هيئة الطوارئ ومنها الى الوزارات الأساسية، والأهم ضمن آلية من الشفافية تضمن فعالية وصول المساعدات الى حيث يجب أن تصل".
"هذا الاطمئنان" الذي أطلقه ياسين أمس حدّد إطار توزيع المساعدات، حتى اللحظة.
وقالها أيضاً رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: "أنشأنا، بالتعاون والشراكة مع مؤسسات الأمم المتحدة، إطاراً محدداً وواضحاً وفعالاً لضمان التأمين السريع والفعال والشفاف لتقديم المساعدات الإنسانية".
ووفق معلومات "النهار" إن "هيئة الطوارئ تبقي اجتماعاتها مفتوحة في مبنى السرايا الحكومية، وستكون هي المفصل أو القناة الجامعة في هذا الملف، إذ تصل المساعدات إليها عبر المنظمات وتسلم الى الوزارات، بإشراف الهيئة ومنظمات الأمم المتحدة، مع تحديد آليات واضحة".
أيضاً، "سيكون هناك أيضاً دور مهم للمحافظين في المناطق، بهدف تأمين مسح كامل لكل المناطق عبر الدعم المباشر للمحافظين والبلديات، لتأمين المستلزمات لكل المناطق بدون استثناء، وهذا الأمر سيتم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتأمين مسح الجميع".
دعم ثلاثي
من الإمارات والسعودية والأردن ومصر وغيرها، وصولاً الى فرنسا وكندا والاتحاد الأوروبي وغيرها الكثير، بدأت بعض المساعدات تصل، منها ما سيكون مساعدات عينية والبعض الآخر مالي. فما قيمتها وشكلها؟ وكيف وزّعت؟
وفق "وكالة أنباء الإمارات"، قدّم رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني".
أتت هذه المساعدات على شكل حاجات طارئة من مواد طبية وبعض مستلزمات الإغاثة والإيواء، ولا سيما دعم الأمن الغذائي.
ومن فرنسا، تسلم وزير الصحة فراس الأبيض 12 طناً من الأدوية والمعدات الطبية، نقلتها بالطائرة وزارة القوات المسلحة الفرنسية، للاستجابة لحالات الطوارئ وحاجات الطب العام، وخصوصاً طب الأطفال.
ولاحقاً أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو "إطلاق مساعدات إنسانية طارئة بقيمة 10 ملايين يورو لدعم عمل المنظمات الإنسانية، وفي مقدمها الصليب الأحمر اللبناني".
السعودية: قدمت مساعدات طبية وإغاثية، وفي تموز الماضي، سبق أن وقعت مذكرة تعاون بين مركز الملك سلمان للإغاثة والهيئة العليا للإغاثة، أعلن خلالها السفير السعودي وليد بخاري عن مساهمة مالية.