النهار

النهار

بري وجنبلاط: مع فتح الباب لانتخاب الرئيس
03-10-2024 | 18:17

المصدر: "النهار"
بري وجنبلاط: مع فتح الباب لانتخاب الرئيس
WhatsApp Image 2024-09-30 at 12.47.26 PM_181720.jpeg
A+   A-

رضوان عقيل

 

لم يتلق كثيرون في البيئات المسيحية بارتياح على مستوى القواعد مشهد لقاء الثلاثي نبيه بري ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط وظهورهم في صورة واحدة وسط كل الأجواء في الداخل التي لا تدعو الى الاطمئنان مع تصاعد وتيرة العدوان الإسرائيلي. وإن كان الوضع الأمني هو الطبق الرئيسي في اجتماع الثلاثة في عين التينة، فإن استحقاق الرئاسة حضر من الباب العريض بينهم لبلورة الاتصالات المطلوبة بين سائر الكتل وتلبية دعوة رئيس المجلس إلى جلسة الانتخاب المنتظرة شرط أن تتوفر الظروف المطلوبة المؤاتية لها وإتمامها بنجاح لأن أي دعسة ناقصة وتطيير الجلسة المقبلة ستؤدي الى خلق المزيد من المشكلات والتباعد بين الكتل.

ويقول بري لـ"النهار" إن "موقفنا مثل كل اللبنانيين من دون استثناء يقضي بالتوجه الى انتخاب رئيس توافقي". ويتناول هذا الملف على أهميته الى جانب انشغاله بالاتصالات الديبلوماسية مع الأميركيين والأوروبيين وجهات عربية لوقف إطلاق النار بعدما تحول الجنوب ساحة حرب حقيقية. ولا يختلف موقف جنبلاط عن مضمون كلام بري وتوجه ميقاتي، وهذا ما عكسوه في بيانهم المشترك مع إشارتهم الى أن اجتماعهم ليس موجهاً ضد أي جهة، زائد أن المرحلة وأخطارها لا تسمح بأي حرتقات من هنا وهناك أو خلق أي انقسامات بين اللبنانيين هم في غنى عنها في وقت تستمر فيه آلة الحرب الإسرائيلية في مواصلة عدوانها بعدما ثبت لجميع المعنيين عدم اكتراث بنيامين نتنياهو لأي مطالبة دولية بوقف إطلاق النار وهذا ما عبّر عنه أمام كل العالم وردده على مسمع الجميع في الأمم المتحدة.

ورغم سخونة الوضع الأمني وتهديدات إسرائيل ثمة توجه عند أكثر من جهة لانتخاب رئيس "ولو على الساخن". ولا تختلف رؤية جنبلاط عن بري فيوضح لـ"النهار" فحوى اللقاء بأنه "ليس هناك من حوار". وما يقصده هو حصول "جولة من المشاورات لا أكثر". ويؤكد أن "الرئيس بري فتح الباب على اختيار رئيس توافقي وعلى الجميع استغلال هذه الفرصة". ولا يؤيد الأصوات التي "انتقدت اللقاء لعدم وجود شخصيات مسيحية. ونحن لا نستطيع دعوتها ويصب اجتماعنا في إطار التلاقي والتشاور وهو غير مقفل". والهدف بحسب لسان حال جنبلاط ليس استهداف المسيحيين في ظل كل هذه الأخطار التي تهدد الجميع. ويشدد على مسألة "اللقاء في البرلمان لننتخب رئيساً وفاقياً". ويبقى أكثر ما يخشاه جنبلاط وهذا ما يظهر في باطن كلماته وتصريحاته الأخيرة أن التوجه الأسلم للجميع هو انتخاب الرئيس "وخصوصاً بعدما تبين أن كل المحاولات لم تؤدّ الى وقف لإطلاق النار، وقد أجّلها الأميركيون. ولا بد هنا من الإسراع في انتخاب الرئيس". ورداً على سؤال عن الاتصالات المفتوحة للتوصل الى هدنة ووقف النار؟ يرد جنبلاط "ما شايف شي".
 
بعد موقف جنبلاط هذا لا يريد أن يعطي اجتماعه وبري وميقاتي أي أبعاد يجري تصويرها ضد المسيحيين ولذلك كلف النائب وائل أبو فاعور بزيارة سمير جعحع ووضعه في تفاصيل كل المشاورات المفتوحة. في غضون ذلك ثمة جهات لا تلتقي مع "القوات اللبنانية" ترى أنها ستزداد تصلباً في خياراتها الرئاسية نتيجة الانتكاسات التي تلقاها "حزب الله" في المواجهات العسكرية وأنه أصبح في إمكان المعارضة من "القوات" والكتائب الى نواب مستقلين من "تغييريين" وسواهم "فرض شروطهم أكثر وأن تكون كلمتهم أقوى في اختيار اسم الرئيس المقبل"، مع العلم بأن خيارات النواب لا تتبدل حيال هذا الاسم أو ذاك وربطها بالأحداث الأخيرة ولو أن اسم سليمان فرنجية أصبح خارج السباق.
 
ويتعاطى العونيون مع الملف بأن اسم العماد جوزف عون أصبح بدوره خارج التداول. ومنعاً لأي تأويلات سارع جنبلاط الى تكليف النائب وائل أبو فاعور بزيارة جعجع، لأن أصواتاً مسيحية على مستوى غير واسع أخذت تتساءل: هل هذا النوع من اللقاءات هو تهميش لمكوناتهم الطائفية والحزبية؟ وثمة من ينقل عن أجواء جعجع هنا أنه لن يتعاطى بسهولة مع ما سيطرح عليه من أسماء توافقية حيث يمكنه فرض شروطه أكثر على الاسم الذي سيحل في الرئاسة الأولى. وينقل أبو فاعور عن جعجع أنه "منفتح على بيان عين التينة مع الحاجة الى توقفه عند بعض الإيضاحات".

كذلك لم "يتحسّس" جبران باسيل من لقاء عين التينة وهو على تواصل مفتوح مع بري وميقاتي وعلاقته مقبولة مع جنبلاط. ولا يمانع مشاركة الوزراء المحسوبين عليه في إتمام المهمات المطلوبة من الحكومة حيث هناك نحو مليون نازح غادروا منازلهم في وقت لا تقصر فيه إسرائيل في التضييق على مؤسسات الدولة وكل اللبنانيين الى جانب تركيزها على مطاردة "حزب الله" في كل الأماكن والحقول التي ينشط فيها.

وفي خضم النيران الإسرائيلية التي تزنر لبنان يخضع النواب لامتحان حقيقي لانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة ولو تحت كل هذه البراكين الإسرائيلية، إذا توفرت نيات صادقة تعبر عن معادن مسؤولين ورجال حقيقيين يقدمون مصلحة وطن على شفير الانهيار.

[email protected]

إعلان

الأكثر قراءة

10/3/2024 7:34:00 PM
مصر بدأت سياسة تنويع مصادر تسليحها منذ عام 2014، ومنذ ذلك الحين وحتى عام 2023 كانت في قائمة أكبر 10 دول مستوردة للسلاح في العالم
9/30/2024 11:12:00 PM
الكاتب في "نيويورك تايمز" الحائز على 3 جوائز "بوليتزر" يبدي يقيناً بنظرية الاختراق البشري للنظام الايراني ولـ"حزب الله"، الأمر الذي سهّل عملية الانقضاض التي حصلت. ويرى أن طهران مرتبكة وتشهد انقساماً بشأن سيناريو الرد المحتمل.