تعيش الضاحية الجنوبية لبيروت ليالي عنيفة جداً مع القصف الإسرائيلي المتواصل والذي يهز بيروت بأكملها. لكن القصف الأعنف الذي شهدته الضاحية كان ليلة مُحاولة اغتيال رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله"، والمرشّح لتولّي موقع الأمين العام للحزب، هاشم صفي الدين.
وأفادت وكالة "رويترز"، نقلاً عن مصادر أمنية، بأن "الضربة على الضاحية الجنوبية في بيروت تلك الليلة أكبر من الضربة التي قتلت الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله".
فقد شهدت تلك الليلة أقسى أنواع الانفجارات، وفي هذا السياق، تحدّثت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن إلقاء 73 طناً من القنابل على الموقع الذي كانت تعتقد إسرائيل أن صفي الدين موجود داخله.
ووفق التقارير، فإن القنابل المستخدمة لاغتيال صفي الدين هي قنابل خارقة للتحصينات، لكن توافرت معلومات عن استخدام اليورانيوم أيضاً، فماذا يقول العلم العسكري عن هذه القنابل؟
رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة هشام جابر يقول إن الانفجارات التي هزّت الضاحية ليلة مُحاولة اغتيال صفي الدين أضخم من انفجارات عملية اغتيال نصر الله.
وفي حديث لـ"النهار"، نقل جابر عن مصادر أميركية قولها إن عملية القصف في تلك الليلة حصلت على موجتين، دفعات قصف متتالية في الموجة الأولى، ثم دفعتا قصف في المرّة الثانية، وذلك للتأكد من نجاح العملية، خصوصاً أن صفي الدين كان في موقع أعمق من مقر نصر الله، حسبما تتقاطع المعلومات.
لكن المعلومة الأخطر التي يكشفها جابر نقلاً عن مصادر أميركية هي استخدام إسرائيل مادة اليورانيوم الخفيف في عملية اغتيال صفي الدين، ما يعني استخدامها قنابل ذرية، إلى جانب القنابل الخارقة للتحصينات، ويقدّر أن قصف هذه القنابل جاء في الموجة الأولى مباشرةً بعد قصف القنابل الخارقة للتحصينات، لضمان اغتيال من في الموقع.
ويستبعد جابر نجاة أي شخص كان في موقع الاستهداف، وبرأيه، فإن من لا يموت بسبب هذه الانفجارات يموت من شدّة العصف تحت الأرض أو اختناقاً، حتى ولو كان الموقع تحت الأرض بعشرات الأمتار.