أعلن الرئيس فؤاد السنيورة، إثر زيارة وفد برئاسته من "لجنة صياغة بيان الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية، "الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي اليوم، "أننا جئنا إلى هذا الصرح البطريركي التاريخي العريق لندعو إلى لمّ الشمل لإنقاذ لبنان، ولإطلاق صرخة مدوية في أرجاء لبنان كله ومع أشقائنا العرب وفي العالم أجمع، لنقول: كفى، لبنان كان وسيبقى وطن الحق والحرية والحضارة والتسامح والاعتدال والانفتاح والأخوة الإنسانية. كذلك لنقول للبنانيين جميعاً أنّه آن الأوان ليقول الشعب اللبناني كلمته الواضحة والصريحة والمباشرة، ولينتفض على واقعه المؤلم الذي يعيشه منذ سنوات، وليفرض إرادته من أجل تحقيق هذا الإنقاذ الوطني عبر استعادة قراره الحر وعبر تعزيز دور دولته القادرة والعادلة".
وتوقف بعد الزيارة عند إمعان العدو الاسرائيلي في عدوانه الوحشي، مؤكداً "أن شعب لبنان الحريص على وحدة أبنائه وتعزيز سلمهم الأهلي، لن يستسلم لهذا القدر وبالتالي لن نبقى متفرجين متألمين، ولن نسكت على موت لبنان، بلد الرسالة السامية والفريدة للعيش المشترك. لذا سنستمر في دفاعنا بكل عزم وصلابة عن استقلال لبنان وسيادته وحرياته وعروبته".
ولفت الى أنه "جرى التأكيد على أنّ "الأولوية على أي شيء آخر هي العمل على إنقاذ لبنان الوطن والتطبيق الفوري لوقف النار"، رافضاً "اعتبار لبنان ساحة من ساحات القتال وتصفية الحسابات، ولذلك يجب الشروع فوراً في تطبيق القرار الدولي 1701 بجميع مندرجاته. فما عاد ممكناً أن يكون قرار لبنان مربوطاً بقرارات يتخذها آخرون من خارج لبنان وتنفيذاً لمصالحهم. ولذلك، وفي ظلّ استمرار عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنّ على الحكومة اللبنانية، بصفتها المؤتمنة على السلطة التنفيذيّة، الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في هذا المجال، بالتشاور والتضامن مع المجلس النيابي، ومع كل القوى الحيّة في لبنان، من أجل تعبئة جهود الأشقاء العرب والأصدقاء الكثر في العالم وطاقاتهم، للمساهمة في إنقاذ لبنان".
وأضاف: "للشروع فوراً في انتخاب رئيس جديد للجمهورية تقيّداً بأحكام الدستور، ومن دون التذرع بعراقيل أو أعذار أو شروط، ومن دون الاعتداد بأي رهانات على أي متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية ظرفية"، مؤكداً على "وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم البعض الآخر، خصوصاً في هذه المرحلة التي يسودها القلق عند اللبنانيين جميعاً. لذا ينبغي تأكيد عودة جميع اللبنانيين فريقاً واحداً متضامناً إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، بشروط لبنان، والدولة اللبنانية، وليس بشروط أي طرف آخر، وهذا يعني أن تعود الدولة لتمسك بالقرار الوطني، ولتكون صاحبة السلطة الواحدة والوحيدة على التراب اللبناني كاملاً"، إضافة إلى "ضرورة احتضان النازحين اللبنانيين وإلى أن يعودوا إلى بلداتهم وقراهم ومساكنهم، والعمل على تقديم العناية الصحية والرعائية اليهم، مع الحرص على احترام الملكية الفردية، وبالتالي رفض أي نوع من أنواع التعديات".
وتالع السنيورة قائلاً: "في خضم العدوان الإسرائيلي على لبنان، تمنينا على غبطة البطريرك أن يُبادر مشكوراً بالتعاون والتنسيق مع جميع المرجعيات الروحية، بالدعوة إلى قمة روحية على نسق ما دعا إليه غبطة البطريرك صفير عام 2006 خلال العدوان الغاشم الذي شنّه العدو الإسرائيلي آنذاك، للتأكيد على الوحدة الوطنية للبنانيين وتماسكهم، وعلى استقلال لبنان وسيادته، وحتمية استعادة سلطة الدولة اللبنانية الواحدة الموحدة على كل ربوع ومرافق لبنان".
وعن عنوان القمة الروحية، قال: "بداية وقف النار وعودة التأكيد على وحدة اللبنانيين والإصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية".
حمادة والسعد
كذلك استقبل الراعي النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من الوزير السابق وليد جنبلاط.
بعد اللقاء، قال السعد: "أتينا اليوم كلقاء ديموقراطي لاستكمال جولتنا والمشاروات والاتصالات، وهذا الصرح هو حجر الأساس في لبنان. لذا تحدثنا مع غبطته ووضعناه في صورة المشاروات الحاصلة واستمعنا الى رأيه. نحن نشدد على ضرورة وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان، ونقول أيضا أن هناك ضرورة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية وممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان. ومن هذا المنطلق نعتبر أن لدينا واجباً وطنياً كلبنانيين وهو انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرارين 1559 و 1701".