أطلقت مجموعة "النهار" الإعلامية الجمعة حلّتها الجديدة ورقياً ورقمياً، متحدّيةً ظروف الحرب والواقع السياسي المتأزّم في لبنان.
برؤية حالِمة وبإطلالة متجدّدة وعصرية، تطلّ "النهار" على قرّائها ومتابعيها ومشاهديها لتُثبت من جديد أنّها على قَدر التطلعات والتوقعات.
وللحديث عن هذا المشروع، أطلّت رئيسة مجموعة "النهار" الإعلامية نايلة تويني عبر شاشة الـLBCI، معلنةً عن باكورة "النهار" في عيدها الـ91، من لبنان إلى الإمارات فالعالم العربي والعالم.
وأكدت أنّ "مشروع "النهار" انطلق بداية العام وكان الهدف الانطلاقة إلى العالم العربي والعالم، واليوم نعمل على دمج النسخة الورقية والإلكترونية، في الموقع والسوشيل ميديا والفيديو والبودكاست".
وقالت: "نُفكّر باللبنانيين في هذه الظروف، واللبناني معتاد على الاستمرار، ونحن نعيش أسوأ أيام حياتنا في الحرب، في الوقت الذي نحلم في التفكير بمستقبلنا"، مؤكدةً أنّه "اعتدنا في مهنة الإعلام على الاستمرار".
وفي لقائها مع الزميل الإعلامي يزبك وهبي، كشفت تويني عن مقاسَين للصحيفة الورقية الجديدة التي أطلقتها "النهار" اليوم، وقالت إنّه سيكون في متناول القرّاء مقاس صغير من الإثنين إلى الخميس، فيما تضع "النهار" بين أيديهم مقاساً أكبر من 24 صفحة يوم الجمعة، وهو عبارة عن "حصاد الأسبوع".
وأثنت على جهود فريق العمل على مدى عشرة أشهر من التخطيط والتنفيذ والإشراف، فقالت: "هذا عمل متكامل مع الزملاء، وقد أطلقنا مع impact bbdo، شعار (الرؤية في وضح النهار)، لنعكس الرؤية والتحليل والخبر والمعنى، ولنوصل رؤيتنا عبر الديجيتال والفيديو والورق".
وأكدت تويني أنّ "لبنان يتحدّى... وينطلق إلى كلّ العالم العربي"، كاشفةً عن إنشاء غرفة أخبار في الطابق السادس بمبنى "النهار"، في وسط بيروت، بمساحة تفاعلية، قائلةً: "النيوز روم متطوّرة بالذكاء اللاصطناعي بمساحة تفاعلية لنبحث ونقدّم الأفضل مع السوبر دسك، والأسبوع المقبل تُستَكمل قاعة التحرير لتكون جاهزة للعمل".
وتابعت: "أعدنا تصميم غرفة الأخبار في الطابق السادس، أمّا الطابق الخامس فسيضمّ (نيوز كافيه)، ويمكننا خلق مساحة للتدريب، إلى جانب مكتبنا في دبي وصولاً إلى مكاتب أخرى في العالم العربي".
مسيرة النجاح التي خاضتها نايلة تويني منذ استشهاد والدها الأستاذ جبران تويني، منذ 20 عاماً، لم تخلُ من صعوبات جمّة، لكنّ إصرارها على إكمال المسيرة ورفع شعلة "النهار" عالياً في لبنان والعالم العربي، شكّلا العتبة الأساسية للنجاح الذي تحصده المؤسسة اليوم.
وقالت تويني: "استُشهد والدي حينما كنت في عمر الـ22، وواجهت صعوبات كبيرة، خصوصاً أنّ جبران استُشهد من أجل لبنان رافعاً قضية (لبنان حرّ سيّد مستقلّ)، ولم يكن لديه أجندة، ومن يعرف جبران يعرف أنّه مليء بالحياة والشغف والثورة، ومن يرافقه يعرف أفكاره وعمله وتطوره وإيمانه بوطنه، وهذا ما يُجبرنا على التعلّق بالبلد والمؤسسسة".
وتابعت: "واجهتُ صعوبات كثيرة خلال 20 عاماً، وخاصة الصعوبات التي تواجهها المؤسسات الإعلامية، لكنّني آمنت لأجل جبران تويني و"النهار" ولأجل الرسالة والتاريخ، وسأمضي بهذا الإيمان".
لم تُخفِ تويني خوفها وهواجسها على مدى عشرة أشهر من العمل لولادة "النهار" الجديدة، لكنّها أكدت تحلّي الجميع بروح المسؤولية بالعمل.
وماذا عن الإصدار الورقي اليومي في لبنان؟ تلفت تويني إلى أنّه "سنطبع يومياً ولكن ليس بأعداد كبيرة، ولنكن واقعيين، سنطبع بحسب أعداد المشتركين، وسنكون موجودين في بعض النقاط المحدّدة".
وماذا عن الإمارات؟ أجابت تويني: "هناك قبول للطبعة الورقية في العالم العربي، ونعمل على نسخ خاصة وملفّات يوميّة، ولا يمكن أن نستمر من دون إعلانات". وتضيف: "نبحث عن سوق أوسع، ويجب النظر إلى الإمام والاستمرار، وهذا التوسّع سيمنحنا انفتاحاً بعيداً من مأساتنا، وهذه انطلاقة من لبنان إلى الإمارات والعالم العربي فالعالم".
وتابعت تويني بالقول: "سنرى توجّهات الجمهور، وهذا جسر للمستقبل لنتحقق ممّا إذا كنّا سنصدر ورقياً خلال السنوات المقبلة أم لا، لكنّنا قدّمنا مشروعاً يُمكن أن يتماهى مع جميع أفكار الجمهور، فاليوم نغطّي الحرب، لكنّ هناك فئة تريد قراءة مواد أخرى".
إقرأ أيضاً
"الرؤية في وضح النهار"
ونتطلّع للانفتاح على السوق السعودية، ولأجل ذلك، يتابع فريق "النهار" اهتمامات الثقافة والفن في المجتمع السعودي.
تُدرك تويني آفاق اللبناني وأحلامه في العالم العربي والخليج، إذ قالت: "نعيش بمأساة ودمار ووجع، وفي الوقت ذاته، يسعى اللبنانيون في الخليج والإمارات لمتابعة أمور أخرى، فالإمارات وصلت إلى الفضاء وتدفعنا إلى الحلم بالذّكاء الاصطناعي".
وعن ظروف الإصدار الجديد اليوم، قالت تويني: "كان مقرّراً أن نصدر اليوم برغم كلّ الظروف، وهذه النسخة تُشبه اللبناني وتشبهنا".
إلى ذلك، لم تغفل نايلة تويني التطرّق لواقع الحرب الذي شلّع قلوب الملايين في لبنان منذ أسبوع، موجّهة "تحية للزملاء، وخصوصاً النازحين منهم، ونعيش بمبنى زجاجي بوسط المدينة، ورغم كل شيء قدّموا ما بوسعهم ومن قلوبهم واستمرّوا، ولولاهم ما استطعنا النجاح، فيجب البحث عن أمل لأن هذه الحرب ستأخذ المنطقة إلى كارثة".
إقرأ أيضاً
التكنولوجيا المتطورة في صلب "النهار" الجديدة
وتابعت: "نرى من مبنى النهار خيماً تُنصب وأولاداً حفاة في ساحة الشهداء، وهذا مشهد مأسوي في عام 2024 "، داعيةً السياسيين للجلوس معاً والنظر إلى اللبناني".
تحمل تويني في قلبها قسَم جبران الوطنيّ، وكلمة الأستاذ الراحل غسان تويني الداعية لأن "ندفن الأحقاد"، إذ قالت: "تربّيتُ عليها، وأتمنّى أن يدفن الجميع أحقادهم والتحمّل لأجل بلد اسمه لبنان ولأجل الطفل اللبناني".
وتابعت قائلةً: "فلنوقف أحقادنا على السوشيل ميديا، فلكل واحد منّا وجعه ونظرته"، داعيةً لأن "يحترم كلّ منا الآخر من دون حقد، وهذا ينسحب على الإعلام والسياسيين".
وهنا تتخوّف تويني من فتنة داخلية إذا ما طالت أمد الحرب، قائلةً: "الله يستر من الفتنة بين الشعب في المدارس والمناطق برغم تقبّلنا لبعضنا البعض"، متسائلةً: "إلى أيّ مدى ستحافظ الناس على تحمّلها ومساعدة بعضها البعض، خصوصاً مع الأزمة الاقتصادية، وفي حال امتداد الحرب إلى جميع المناطق؟".
ولأنّ "النهار" كانت منبراً دائماً للوحدة بين المسلمين والمسيحيين واللبنانيين أجمع، دعت نايلة تويني، عبر شاشة الـLBCI "لخلاص لبنان وللحظة وعي"، مطالبةً بـ"تطبيق الـ1701 وحكم الجيش اللبناني وانتخاب رئيس للجمهورية، ولنفكر بالتربية والثقافة والذكاء الاصطناعي كالبلدان الأخرى".
وقالت: "يدخل هذا البلد الصغير على الخريطة في كلّ الحروب... فيجب أن نعي، وكل مسؤول لديه شعب وراءه... فلنفكر لمرة واحدة بشعبنا وعدم استخدامنا كأجندات خارجية، وليكن لبنان أولاً وأخيراً، ولنقل إننا نريد للجيش اللبناني أن يستلم زمام الأمور وأن ننتخب رئيساَ، ولتتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها".
لا تنسى تويني وصية الوالد بـ"الديموقراطية والاستقلال"، آسفة لأنّ "شعوبنا ليست معتادة على الديموقراطية". وهنا تستذكر رؤية حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد قبل 30 عاماً، حينما قال "أريد أن أجعل من دبي بيروت، فأين أصبحنا نحن؟".
ترى نايلة تويني في "اللوغو" الجديد لديك "النهار" تجدّداً لروح الشباب، وتقول: "الديك سيبقى يصيح... ولكلّ واحد منّا رسالة أن نكون الصوت الصارخ بوجه كلّ ما يحدث، وسنبقى متّحدين ونكمل رسالتنا التي بدأت منذ 92 عاماً".
وفي ختام كلامها، شكرت تويني "كلّ من آمن بنا ووضع يده بيدنا مع كلّ الفريق، ويجب أن يرى الجميع أنّ الإعلام اللبناني يمكن أن يصل إلى العالم".