اعتبر نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيح نعيم قاسم أنّ "جبهة لبنان جبهة مساندة استنزفت العدوّ لـ11 شهراً وأخرجت المستوطنين من الشمال"، مؤكداً أنّ "العدو فتح الحرب على لبنان مستفيداً من الدّعم الأميركي اللامحدود".
وفي الذكرى السنوية الأولى لفتح "جبهة الإسناد" اللبنانية لقطاع غزّة، في 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، توجّه قاسم بكلمة إلى اللبنانيين أكد فيها أنّ "هذه الحرب لم تمسّ بإدارتنا على المقاومة والمواجهة"، مطمئناً أنّ إمكاناتنا بخير، وما قاله العدو وَهم، نحن نضربهم ونؤلمهم، وسنقرّر المكان في الزمان الذي نقرّره لتحقيق أهدافنا".
وهذه الكلمة المتلفزة هي الثانية لقاسم بعد اغتيال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في 17 أيلول (سبتمبر) الماضي.
الموقف السياسي
حول التحالف بين الثنائي الشيعي، قال قاسم إنّ "حزب الله وحركة أمل على قلبٍ واحدٍ في السراء والضراء"، نحن لنا ملء الثقة بقيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري"، معتبراً أنّه "الأكبر بنظر الأمين العام... وأعلم أنك الأخ الأكبر بنظر كل حزب الله".
في موقف سياسي متقدّم، قال قاسم: "نؤيّد الحراك السياسي للرئيس نبيه بري تحت عنوان وقف إطلاق النار، ولا محل لأي نقاش قبل وقف إطلاق النار".
وحول انتخاب خلفٍ للسيد حسن نصرالله، أكد قاسم أنّه "سنُنجز انتخاب الأمين العام، وسنعلن عن ذلك ولا تنسوا أن الظروف صعبة ومعقّدة بسبب الحرب".
القيادة العسكرية لـ"حزب الله"
أكد قاسم أنّه "نحن أهل الميدان وهي حرب من يصرخ أولًا، ونحنُ لن نصرخ أولاً"، مشدّداً على أنّ "القيادة والسيطرة وإدارة الحزب والمقاومة منتظمة بدقة وبحسب ما هو معمول به في حزب الله، ولقد تخطيّنا الضربات الموجعة وتم تأمين بدائل في كل المواقع من دون استثناء".
وأضاف: "بعض البدائل والنواب للقادة الذين استشهدوا هم أيضاً من الرعيل الأول عام 1982، والبعض الآخر قريبٌ منهم. وكل ما كان عند القائد الذي استشهد، هو عند النائب الأول والمساعد الثاني".
وأكد قاسم أنّ "مقاومينا على الجبهة متماسكون والإدارة متماسكة، والجميع يرى الآثار بوضوح عبر العمليّات والتأثير والألم المتزايد على إسرائيل، وقد أثبت المجاهدون جدارتهم في الميدان"، وذلك في إشارة إلى المواجهات التي تُخاض بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان.
وأضاف: "من الآن أقول لكم، لا قيمة للأمتار التي يمكن أن يحصل عليها العدو، ونحن نريد أن يحصل الالتحام معه"، مؤكداً أنّه "بالالتحام في الميدان سنثبت أن العدو سيتكبّد الخسائر الكبيرة وستتزلزل الأرض تحت أقدامه وسيكون ذلك مقدّمة لنهاية الحرب".
أزمة النزوح
في كلمته، اعترف قاسم أنّ "النزوح الكبير يُشكّل ضغطاً وأزمات، وهذا جزء من المعركة والتّضحية، ونحاول أن نساعد ما أمكن مع أجهزة الدولة".
وأضاف: "سمعنا استعداد الناس للتّحمل مقابل الانتصار وأُحيّي الوحدة الوطنيّة التي تجلّت من كل الطوائف والمناطق خلافاً لما كان يعمل عليه العدو لإيجاد خلافات داخلية بل تحوّل الأمر إلى التفاف وطنيّ".
كما تطرّق قاسم إلى العدوان الإسرائيلي على لبنان قائلاً: "العدوان على الجنوب والضاحية والجبل مؤلم جداً، لكنّ سلاح العدو ضرب المدنيّين ويعتقد أنه سينتصر والحل الوحيد هو المقاومة والصّمود والتفاف أهلنا حولنا للنصر"، مؤكداً: "سنهزم إسرائيل ولن تحّقق أهدافها".
وتابع قائلاً: "نحن أعلنا جبهة المساندة في لبنان تحقيقاً لهدف مساعدة غزّة والتخفيف عنها، والهدف الثاني المضمَر هو الدفاع عن لبنان وشعبه"، لافتاً إلى أنّ "لبنان كان مستهدفاً ولم يكن قد حان الآوان"، متسائلاً: "ألم يعلن نتنياهو أنه يريد شرق أوسط جديداً؟".
وأضاف: "غالانت قال إن ضربات حزب الله تفتح الباب على التغيير ليس في لبنان فقط بل في الشرق الأوسط".
العلاقة مع إيران
عن التواصل مع إيران، قال قاسم: "إلى كلّ المشكّكين في دعم إيران، هل أنتم قدّمتم للمقاومة وشعب فلسطين شيئاً؟"، مشيراً إلى أنّ "إيران قدّمت الوعد الصادق الأول والثاني وضربت تل أبيب، وهذا يعني أن إيران مصمّمة على البقاء إلى جانب المقاومة بالطريقة التي تراها مناسبة".
كما أكد أنّ "المعركة ليس مع إيران بل معركة تحرير فلسطين من قبل الفلسطينيّين وإيران وحزب الله يساعدونهم في ذلك ولا ننسى عطاءات اليمن العظيمة وكذلك المقاومة العراقية".