النهار

د. نبيل خليفه 

حملت إلينا الصحافة نبأ وفاة المرحومة هند فؤاد افرام البستاني وبعد أكثر من نصف قرن، وجدت نفسي أنني البارحة ألتقي هند البستاني في أرجاء الجامعة اللبنانية في الأونيسكو، وأنا رفيق وصديق لها في تلك الفترة من التاريخ الواقعة بين نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي. 

وكانت تلك الفتاة كنزًا في الوسط الجامعي إذ تميّزت بثلاثة: 
1. الذكاء وهو ميزة بارزة لدى عائلة البستاني ليس في دير القمر فقط بل في أماكن من جبل لبنان وهو ما عرف عنها في الدراسة والتعاطي الاجتماعي. 
2. الاخلاقيّة المسيحيّة في المحبة والاحترام والتواضع في مجمل علاقاتها العامة. 
3. الجمال وعلامته لدى ترشيحنا اياها كي تكون ملكة جمال الجامعة اللبنانية إذ فازت بشبه إجماع. 

اني، من بعيد، من شمال لبنان، أحيي تلك الأخت الحبيبة والرفيقة العزيزة التي لا يزال وجودها وحضورها معنا في الجامعة كأنه يتم البارحة. 
وهو وجود حيّ وحضور فاعل تحكمه نزعة انسانية
فيتحدى الزمن ويقوى على مفهوم النهايات.
فإلى عزيزتنا المرحومة هند، 
هذا الدعاء، من عطر بخور المذبح على يد أمين سر المجمع،
كي يحفظها المسيح الرب في عليائه
وترعاها العذراء مريم في حضنها العائلي
لتكن حياتها رمزًا للمرأة المسيحية الفاضلة
«ليكن ذكرها مؤبدًا»