لينا إسماعيل
لم تكن الليلة الماضية عادية في الباحة الخارجية لـ"فيلا الهراوي" الأثرية في حي البرانية في مدينة بعلبك، على الأقل في ما يتعلق بمجموعة حجارة المبنى. إذ تسلّلت آليات الهدم تحت جنح الظلام وهدمته في غضون دقائق، ضاربة عرض الحائط عمره الذي يزيد عن مئة عام. ورغم تدخل المعنيين في مديرية الآثار منذ أكثر من عامين لمنع هدمه، إلا أن المشتري الجديد للمبنى من آل بيان، استغل ظروف الحرب وغياب أبناء المحلة وعمد الى"إعدامه".
هو منزل أثري معروف بـ"فيلا الهراوي" في حي مار جرجس داخل مدينة بعلبك، على مسافة أمتار من قلعتها الأثرية وأوتيل "بالميرا". المالك الجديد، على ما يقال، هدمه لمصلحة بناء سنتر تجاري مكانه خلافاً للقانون، نظراً الى تصنيفه موقعاً أثرياً، الأمر أثار رفضاً أهلياً، نظراً الى أنه يُعدّ أحد أبرز معالم فن العمارة التراثية في المدينة.
وكان هذا المبنى تعرض للتخريب عندما شغله الجيش السوري، وحوله مركزاً رئيسياً لفرع مخابراته في بعلبك – الهرمل. علماً أن ملكيته انتقلت بين مالكين من عائلات الهراوي، نجيم، الأحمر، عواضة، وصولاً الى مصرف "فرنسبنك" الذي باعه الى مالك من آل زعيتر ثم الى المالك الحالي.
وكان الأهالي ناشدوا وزارة الثقافة - مديرية الآثار ومنظمة الأونيسكو التدخل للمحافظة على النسيج العمراني التاريخي لمدينة الشمس.
غير أن المشارك عادة في التشجيع على مثل هذه الجرائم الأثرية واستسهالها ويتحمل المسؤولية بالدرجة نفسها مع المنفّذ، هو الإهمال الممثل بالوزارات والجهات البلدية المعنية وغياب الرقابة والروادع القضائية والأمنية.