النهار

في عكار.. محاولات "مريبة" لاستحداث مخيمات جديدة للنازحين السوريين!
المصدر: "النهار"
في عكار.. محاولات "مريبة" لاستحداث مخيمات جديدة للنازحين السوريين!
مساعدات للنازحين اللبنانيين في عكار.
A+   A-

ميشال حلاق   

 

قرابة 60 ألف نازح وصلوا الى محافظة عكار من المناطق اللبنانية التي نكبها العدوان الاسرائيلي المستمر على الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت.

 

وتتوقّع أوساط مواكبة لعمليات النزوح إرتفاع هذا العدد يومياُ ما دام العدوان مستمراً، مما يرتّب تداعيات مجتمعية كبيرة في عكار المرهقة أساساً بعبء النزوح السوري، في ظل تدني مستوى المعيشة لدى القسم الأكبر من العائلات المحلية التي أخذت بصدرها مهمة استقبال العائلات الوافدة بدافع الإحساس بالمسؤولية والتضامن الوطني والشعور الانساني، وهي تتقاسم المعاناة تماماً مع هذه العائلات، في تخل شبه تام من الدولة اللبنانية، في انتظار آلية تنظيم المساعدات والهبات المقدمة من الدول الشقيقة والصديقة، والتي بدأت تصل تباعاً وتوزع في مرحلة أولى على النازحين في مراكز الايواء والذين يشكلون 10 في المئة فقط من عدد النازحين.

 

 

 والعتب العكاري موصول أيضاً ليطاول المنظمات الأممية المعنية وفي مقدمها مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR والمنظمات الشريكة التي لا تزال تحص  أولوياتها بالنازحين السوريين، وتسعى الى تحميل عكار مزيداً من تداعيات هذه الأزمة عبر الضغوط التي تمارسها على الدولة اللبنانية لكي تضغط بدورها على فاعليات المنطقة من أجل تأمين أراض جديدة لبناء مخيمات لجوء إضافية  للعائلات السورية النازحة من مختلف المناطق اللبنانية، بعدما فاضت مخيمات عكار بشاغليها البالغ عددهم قرابة 250 ألف نازح سوري.

 

وتشير المعطيات الى أن حوالى 8 آلاف نازح سوري وفدوا في الأيام العشرة الأخيرة الى المنطقة، هربا من الاعتداءات الى مخيمات النزوح السوري التي يزيد عددها عن 150 مخيماً وتجمعاً، استنفدت قدرتها الاستيعابية.

 

وسجل قبل ثلاثة أيام حضور  350 نازحاً وفدوا من طرابلس في حافلات ركاب الى بلدة تلبيرة التي تبعد أمتاراً عن الحدود السورية، سعياً الى للجوء الى "مخيم جوهرة" الذي يكتظّ أساساً بنزلائه، الأمر الذي قوبل بتحفظ الآهالي ورئيس البلدية عبدالحميد سقر الذي فوجئ بحضور هذا العدد  الكبير من دون  أي إبلاغ أو تنسيق مسبق، وتمنى على من  أتوا بهم العودة بهم الى طرابلس. وعلم أن بلدات عدة رفضت أيضاً استقبالهم للأسباب عينها.

 

وبازاء هذا الرفض توجهت الجهات اللبنانية المعنية بالطلب الى أوقاف عكار تقديم قطعة أرض لبناء مخيمات جديدة عليها لتأمين إيواء العائلات السورية !


وعلم في هذا السياق ان مفتي  عكار الشيخ زيد بكار زكريا أبدى تحفظا عن هذا الطلب، قبل الإجابة موافقة أو رفضاً، خصوصاً أن للدولة اللبنانية أملاكاً عديدة، فلم توجيه الطلب الى الأوقاف؟

 

وأكد أنه "لا يمكنه البت سريعاً في مثل هذا الأمر، خصوصاً أن الجميع منهمكون في استقبال العائلات اللبنانية النازحة"، سائلاً: "لماذا عكارخصوصاً أن هناك مخيمات كثيرة في مناطق لبنانية أخرى بإمكانها استيعاب مزيد من النازحين، فلم التركيز على هذه المنطقة في هذا الظرف الحرج جداً؟".


ويُخشى من ردود فعل مجتمعية صعبة للغاية يمكن أن تتطوّر الى تداعيات أمنية يصعب ضبطها. ويبذل الجيش والقوى الأمنية جهوداً حثيثة لطمأنة الجميع والحؤول دون حصول هكذا انزلاقات.

 

 

 

 تقرير غرفة إدارة الكوارث

 

من جهة أخرى، أفاد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث التي يرأسها محافظ عكار عماد اللبكي، أن عدد العائلات اللبنانية الوافدة بسبب الاعتداءات الاسرائيلية بلغ    13327 في اليوم الـ16 على بدء النزوح أي 56668 نازحاً، منهم 6339 في مراكز الايواء  الـ 88 المعتمدة، والباقون يتوزعون في ضيافة منازل في 141 قرية وبلدة،  وعدد قليل منهم النازحينسكنوا منازل مؤجّرة.


 ويجري التنسيق بين الغرفة ووزارتي الشؤون الاجتماعية والتربية الوطنية مع مديري مراكز الايواء، لضمان تقديم الخدمات والتوزيع العادل، ورصد الحاجات والأعداد المستجدة والسهر على توفير المياه.


يذكر أن بلدة ببنين وحدها تستضيف 5364 نازحاً، أي حوالى 10 في المئة من عدد النازحين الى عكار.

 

مساعدات من "سطوح بيروت"

 

وفي اطار المساعدات الاغاثية المقدمة من الجمعيات والهيئات المحلية،  وصلت صباح الجمعة إلى بلدة رحبة مواد غذائية تقدّر بـ 2 طن، قدّمتها جمعية "سطوح بيروت" بالتعاون مع رئيس البلدية سابقاً فادي بربر الذي لفت الى "أن هذه المساعدات التّي تكاد أن تكون رمزيّة، تجعلنا نطرح السؤال المهم: إلى متى يستطيع المجتمع المحليّ حمل هذه المسؤوليّة وحده؟". 

 

 

 مواكبة صحية

 

وعلى الصعيد الصحي، قال رئيس طبابة عكار الدكتور حسن الأدرع أنه "بتوجيهات من وزير الصحة العامة الدكتور فراس الابيض، نقوم بعمل متواصل لمواكبة الاوضاع الصحية للاخوة النازحين في مختلف بلدات وعكار وقراها، بالتنسيق  مع غرفة ادارة الكوارث،  لتلبية الحاجات الصحية المطلوبة".

 

وأوضح أنه في "بعض الحالات عند النازحين، كالولادات والأطفال الحديثي الولادة، يقوم بعض الجمعيات بتغطية الفرق المالي مع وزارة الصحة، أما غسيل الكلى فعلى نفقة الوزارة مئة في المئة".

 

ولفت الى "أن ثمة جراحات في حاجة الى تغطية مالية على نفقة الوزارة"، ومطالباً الجمعيات والمنظمات المانحة بـ"تغطية  فرق الوزارة".

اقرأ في النهار Premium