في تطور ميداني جديد، دخلت مسيرة تابعة لـ"حزب الله" تدعى "مرصاد" الأجواء الإسرائيلية، خارقة الدفاعات الجوية، واستهدفت قاعدة عسكرية قرب بنيامينا جنوب حيفا، حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من الجنود الإسرائيليين.
خرق حزب الله ليس الأول، وتسللت سابقا مسيراته إلى عمق إسرائيل وحققت "إصابات مباشرة" بحسب بيانات للحزب.
حزب الله توعّد إسرائيل بمزيدٍ من الهجمات إذا واصلت الاعتداء على لبنان، وبحسب البيان اعتبر حزب الله الهجوم على حيفا، عمليّة نوعية ومركّبة، بعد تمادي الاعتداء على اللبنانيين، مشيرًا إلى أن طائراته المسيّرة تعود بمعلومات عن أهداف عسكرية إسرائيلية حساسة.
وتسللت مُسيّرتان من نوع "مرصاد"، في الوقت الذي كانت فيه صفارات الإنذار تدوي في الجليل الغربي ومناطق نهاريا وعكا في شمال إسرائيل، بسبب الصواريخ والقذائف، وانقطع الاتصال بإحداهما واختفت من الرادار تماماً، بحسب القناة الـ 12 الإسرائيلية، ولم يعرف الجيش الاسرائيلي ما إذا كانت تحطمت أم استمرت في الطيران، ولذلك لم يتم تفعيل الإنذار في منطقة بنيامينا.
ولكن ما هي مميزات "مرصاد" وما هي القدرة العسكرية للقوات الجوية التابعة لـ"حزب الله"؟
بحسب تقرير سابق نشرته النهار للزميل إسكندر خشاشو فإن حزب الله يمتلك منظومة عسكرية جوية لم يكشف عنها، لكن بحسب موقع "Breaking Defense" الأميركي المتخصّص بالشؤون العسكرية، فإن "المسيّرات هي من الترسانة الكبيرة لـ"حزب الله" التي تتمتّع بالجودة والتنوّع، والتي يمكن أن تغطي بسهولة على الدفاع الجوي الإسرائيلي".
"حزب الله" استعمل السلاح الجوي منذ ما قبل حرب تموز (يوليو) 2006. وأعلن عن المسيّرة المسمّاة "مرصاد" التي حلّقت في أجواء إسرائيل عام 2004، والتي تتميّز بـ 3 أجيال لمهمات المراقبة والتجسّس، ويمكن إطلاقها عبر مدرج متحرّك أو بواسطة حشوة صاروخية دافعة. وبحسب بيان رسمي للحزب، عبرت المسافة من جنوب لبنان في اتجاه "ديمونا" في النقب.
و"مرصاد" عبارة عن طائرة صغيرة برأس حربي يبلغ نحو 20 كلغ ويمكنه حمل 40 كلغ، وتصل سرعتها إلى نحو 200 كلم/ساعة، وقادرة على الطيران على ارتفاعات تصل إلى 3000 متر.
في العام 2012، أعلن عن "امتلاكه للمسيّرة "أيوب" التابعة للقوة الجوية في "المقاومة الإسلامية"، ونواتها إيرانية، لكنّ تجميعها لبنانيّ على يد الشهيد في حزب الله حسين أنيس أيوب".
وأحدثت مسيّرة "حسان" عام 2022 خرقاً في أنظمة الرصد الإسرائيلية، حيث حلّقت المسيّرة التي حملت اسم المهندس حسّان اللقيس (قيادي في الحزب وصاحب الدور الأساس في تطوير هذا السلاح)، نحو 40 دقيقة فوق شمال إسرائيل متجاوزةً مرّة رادارات الاحتلال عند الحدود، ومرّة ثانية، القبة الحديدية و"الباتريوت" والرادارات، التي تفعّلت لكن من دون جدوى، لتعود بسلام من حيث أطلقت من لبنان، مع كلّ ما حصدته من مخزون معلوماتيّ.
واستخدم "حزب الله" سلاح المسيّرات على شكل رسائل، إذ أرسل المسيّرات المختلفة الأحجام إلى حقل "كاريش" في البحر المتوسط، وكانت على اسم "الشهيدين جميل سكاف ومهدي ياغي"، أثناء عملية الترسيم بين لبنان وإسرائيل.
بحسب معهد "ألما" الإسرائيلي وعدد من المعاهد الأميركية، فإن "حزب الله" يمتلك مسيّرات ذات تقنيات إيرانية، وأخرى مستنسخة عن التقنيات والطائرات الأميركية.
1- مسيّرة "ياسر": مستنسخة عن "إيغل" الأميركية؛ ويبلغ مداها 40 كيلومترًا. تنفّذ مهمات الاستطلاع، وهي مزوّدة منظومة حماية من التشويش.
2- مسيّرة "أبابيل": يُصنّعها "حزب الله" منذ عام 2004. تُنفّذ مهمات مراقبة وتجسّس. ويتمتّع الجيل الثالث منها بقدرة على حمل 45 كيلوغراماً من المتفجّرات.
3- مسيّرة "شاهد 129": تُشبه المسيّرة الإسرائيلية من نوع "هرمس"؛ ويبلغ مداها نحو 2000 كيلومتر، وهي مُجهّزة بأربعة صواريخ موجّهة. وهذه المسيرة كان لها دور بارز في الحرب الروسية - الأوكرانية، حيث استعملت بكثافة.
4- مسيّرة "مهاجر": استخباراتية، يُمكن تشغيلها باستخدام الليزر. يمتلك "حزب الله" أربعة أجيال من هذه المسيّرة، التي يمكنها الوصول إلى عمق 150 كيلومتراً، وتمتلك جهازاً لمنع التشويش.
إضافة إلى ذلك، هنالك المسيّرة الصغيرة "هدهد"، وهي إحدى الطائرات المسيّرة، إيرانية الصنع والتصميم، وهي فرد من عائلة تتكوّن من "هدهد1"، و"هدهد 3".
تمتاز "هدهد-1" بخصائص عدة، منها أنّها مزودة أحدث تقنيات التصوير الفوتوغرافي، وتمتاز بصغر حجمها وصغر المقطع الراداريّ، الأمر الذي يصعّب اكتشافها وتتبعها ومحاولة إسقاطها بصواريخ الدفاع الجويّ.