النهار

النهار

شاطئ الرملة البيضاء مركز إيواء... موقّت!
المصدر: "النهار"
شاطئ الرملة البيضاء مركز إيواء... موقّت!
شاطئ الرملة البيضاء.
A+   A-

جاد فقيه

 

"قرأت في صغري في إحدى الروايات أن البحر أبو اليتامى. اليوم بعدما نزحت وعائلتي إليه تأكدت أنه أبو النازحين والفقراء الذين لا مأوى لهم".

 

هذا ما تردده زينا مرتضى، إحدى النازحات من منطقة المريجة في الضاحية الجنوبية إلى شاطئ الرملة البيضاء في بيروت.

 

مرتضى وزوجها الخمسيني وأبناؤهما الأربعة اضطروا للنزوح إلى أماكن آمنة، ومعاناتهم تشبه معاناة أكثر من مليون و200 ألف نازح موزعين على الأراضي اللبنانية.

 

مع بداية موجة النزوح الضخمة قبل ثلاثة أسابيع، تحولت الحدائق والساحات والمدارس والجامعات في المناطق الآمنة، ولا سيما في العاصمة بيروت، إلى مراكز إيواء. اللافت كان تحوّل واجهة بيروت البحرية بشاطئها الرملي وكورنيشها إلى محطة للنازحين وخيمهم. 

 

تعلّل مرتضى اللجوء إلى البحر بقولها: "قبل الحرب كنا نأتي إلى هنا في أوقات "الخنقة"، والآن في الحرب كل أوقاتنا "خنقة"، لذلك فضلنا الشاطئ على مراكز الإيواء المغلقة".

 

خلال جولة "النهار" في الرملة البيضاء، وصلت عائلة لبنانية من 4 أشخاص وسرعان ما بدأت تنصب خيمتها. وبالحديث مع طارق حجازي رب العائلة، يقول: "أتينا من ساحة الشهداء حيث خيّمت هناك 20 يوماً بعد معاناة مع مراكز الإيواء والمحسوبيات فيها". 

 

ويضيف: "كل يوم نتضايق أكثر. تزوجت منذ 9 سنين ولم أتشاجر مع زوجتي كما تشاجرنا في الأيام الماضية. حتى أولادي ملّوا الخيمة في ساحة الشهداء. لعلهم يفرحون قليلاً هنا قرب البحر، ولعلّ رمل الشاطئ يؤوينا إلى حين عودتنا".

 

وبحسب حجازي: "هذه الحرب لا تشبه سابقاتها. في عدوان تموز 2006 صمدت 32 يوماً في بلدتي ميس الجبل، ولكن الآن هدم المنزل في القرية ولا يمكن العيش في الضاحية. فالقصف يحوط منزلي من كل صوب وقد يستهدفه".

 

ما موقف الدولة من نصب هذه الخيم عند الشاطئ الرملي لبيروت؟
يجيب عضو الهيئة الإدارية في "حملة الأزرق الكبير"، المسؤول عن شاطئ الرملة البيضاء الشعبي نزيه الريّس: "الدولة لا تزيل الخيم، لكن المشكلة أنها لا تعترف بنا كمركز إيواء، أي أنه لا يصل أي نوع من المساعدات عن طريقها، لذلك نحن نبلغ جميع النازحين أن هذا الشاطئ هو مركز إيواء موقت، يستقبلهم إلى حين التقاط أنفاسهم وترتيب أفكارهم والانتقال إلى مركز إيواء أو شقة".

 

ويذكّر الريّس بأن "70٪ من مجمل الموجودين اليوم عند الشاطئ من السوريين، مقابل 30٪ من اللبنانيين"، داعياً الجهات المعنية إلى "تأمين هؤلاء في مراكز إيواء في أقرب فرصة ممكنة قبل بداية موسم الشتاء".

 

شاطئ الرملة البيضاء الشعبي كغيره من الساحات المفتوحة التي افترشها النازحون بعدما امتلأت مراكز الإيواء، والمؤكد أنها لا تصلح لتكون مراكز إيواء دائمة. فهل تؤمن الدولة سقفا لهؤلاء قبل الشتاء؟