النهار

"بانتظار المرحلة المقبلة"... هل من قلق على المحروقات والمواد الغذائية؟
محمد غسّاني
المصدر: "النهار"
"بانتظار المرحلة المقبلة"... هل من قلق على المحروقات والمواد الغذائية؟
نازحون في بيروت (أ ف ب).
A+   A-

دخل لبنان مرحلة دقيقة ومصيرية مع تصاعد الحرب الإسرائيلية، وسط مخاوفَ من حصار بحري وبري وجوي، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة.

 

يعاني المواطن اللبناني منذ نحو خمس سنواتٍ من أزمة معيشية صعبة، تشمل غلاءً فاحشاً وتدهوراً في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأميركي، إضافة إلى أزمة في القطاع المصرفي وغيرها. وكان قد مرَّ أيضاً بمشكلة نقصٍ في الدواء والخبز والمحروقات.

وعند كل "مصيبة"، يتسلل الخوف إلى أذهان اللبنانيين من نقص المواد الأساسية، ما يدفعهم أحياناً إلى التخزين بشكلٍ غير إرادي. فكيف سيكون الحال في زمن الحرب؟! وهل هناك مخاطر في المستقبل القريب بشأن توافر المحروقات والمواد الغذائية؟ وما الذي ينتظرهم إذا استمرت الحرب؟

 

 

"البضاعة متوافرة"
في حديثٍ خاص لـ"النهار"، يؤكد فادي أبو شقرا، ممثل موزعي المحروقات في لبنان، ألا أزمة محروقات ‏في ‏لبنان، مشيراً إلى أن "البضاعة لا تزال متوافرة، والبواخر تصل تباعاً إلى مرفأ بيروت وإلى مستودعات الشركات"، مضيفاً: "لا يمكن وضع خطة معينة للمرحلة المقبلة، لأننا لا نعرف ما تُخبئ لنا الأيام". 

وعن ارتفاع أسعار المحروقات، يُشدد على أنها "مرتبطة بأسعار النفط عالمياً".

وفي آخر بيان نُشِر الثلاثاء، ارتفع سعر صفيحتي البنزين 95 و98 أوكتان 11 ألف ليرة، والمازوت 7 آلاف ليرة، وقارورة الغاز 42 ألف ليرة.

وإلى حين كتابة هذا التقرير، ارتفعت أسعار النفط في تعاملات الخميس، في ظل تراجع مخزونات النفط الأميركية واستمرار المخاوف حول التوترات في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت العقود الآجلة لخام "برنت" صعوداً بنسبة 0.15%، إلى 74.33 دولاراً للبرميل.

 وفي ما يتعلق بتراجع الطلب على الوقود، يوضح أبو شقرا أن "هناك تراجعاً في حركة السير في لبنان... واستهلاك مادة البنزين انخفض بكميات كبيرة، بنسبة توازي نحو 50%"، ويردّ ذلك إلى غياب المواطنين جنوباً كما في البقاع وبعض مناطق النزاع، "وهناك قلقٌ ما يُقلل من حركة التنقل".

 

 

"لا نقص"
من جهته، يقول هاني بحصلي، نقيب مستوردي المواد الغذائية، لـ"النهار": "لا نقص في المواد الغذائية إلى الآن، لكنْ هناك ضغط في بعض المناطق".

ويفيد في حديثه بأن "بعض المناطق التي أخليت تمتلك مخزوناً كافياً، لكن يصعب إخراج البضاعة منها بسبب الحرب الدائرة".

ويربط بحصلي عدم وجود نقص بالمواد الغذائية باستمرار عمل مرفأ بيروت، مؤكداً عدم وجود مشكلة من ناحية التفريغ حتى الآن.

وفي وقت سابق، حذر مايكل فاخوري، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، من أن معدلات الجوع وسوء التغذية سترتفع بصورة كبيرة في لبنان إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بتصعيد العملية العسكرية الحالية. وقال: "لإسرائيل القدرة على تجويع لبنان، مثلما جوعت الفلسطينيين في غزة. وإذا نظرت إلى جغرافيا لبنان، فلدى إسرائيل القوة لوضع قبضة خانقة على نظام الغذاء. هناك خطر كبير من ارتفاع معدلات الجوع وسوء التغذية بشكل كبير جداً في لبنان".

كذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في بيان مشترك أن الاحتياجات الإنسانية "آخذة في الازدياد".

إلى ذلك، وحول ورود شكاوى حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية، لا يتعجب بحصلي من حصول بعض التجاوزات، قائلاً: "في الوقت الحاضر، العرض موجود، ولا مبرر لرفع الأسعار".

ويختم حديثه لـ"النهار" بالقول: "تسليم البضائع يتم بالشكل المطلوب، وفق المناطق التي لا خطر عليها".

وعند كل أزمة يدخل اللبناني في مرحلة الشك بالمستقبل وما سينتظره، في بلد تنام وتصحو على مشكلة تلوَ الأخرى، توازياً مع حرب إسرائيلية لا آفاق لها إلى الآن، فما عليه سوى أن يعيش كل يومٍ بيومه "بانتظار المرحلة المقبلة".

اقرأ في النهار Premium