يبدو أن المزارع في بعلبك الهرمل لم يكفِه ما يواجهه من خسائر جراء الحرب القاسية التي لا ترحم، إذ وضعت الطبيعة نفسها على كاهله عبئاً إضافياً، بعد أن انخفضت درجات الحرارة إلى ما دون الصّفر في الأيّام الأخيرة.
فقد تلقّى موسم البطاطا "اللقيسة"، التي تمتد زراعتها من بداية شهر آب (أغسطس) حتى منتصف شهر تشرين الثاني (نوفمبر)، ضربة نتيجة انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، حين وصلت إلى 4 و5 درجات تحت الصفر في فجر يومي 22 و23 من الشهر الجاري.
نتيجة للوضع المناخيّ، تلفت الأوراق والدرنات، وتجمّد السطح الخارجي للدرنات، وظهرت بقعٌ سوداء تشير إلى تلف داخليّ، مما أدّى إلى دمار فادح في مزروعات البطاطا الشتوية وجودتها على مدى مساحات شاسعة في سهل بعلبك، بدءاً من شعت، مروراً بالكنيسة، ودير الأحمر، وشليفا، وبتدعي، وإيعات، وصولاً إلى رياق.
أمين سرّ اتحاد عام النقابات الزراعية في لبنان جورج الفخري قال لـ"النهار" إن المساحات التي تضررت بشكل نهائي تُقدَّر بحوالي ألف هكتار، في حين أن تكلفة الهكتار تُعادل تقريباً 8000 دولار أميركي. ومع هذه الكارثة الطبيعية، لا حول ولا قوة للمزارعين سوى التسليم بمصيرهم.
ويسأل فخري: "هل يكفي المزارعين ما تحمّلوه من خسائر جراء العدوان الإسرائيلي؟ وهل بقي من الدولة مَن يسأل ويعوّض؟!ّ.