النهار

سمير صباغ مراسل "النهار": لا تيأس... حاول مجدداً
المصدر: "النهار"
سمير صباغ مراسل "النهار":  لا تيأس... حاول مجدداً
مراسل "النهار" في النبطية سمير صبّاغ.
A+   A-

أحمد م. الزين

 

"أحياناً تراودني الرغبة في البكاء، لكنني أعود وأتمالك نفسي، وأقول: لا، لن أبكي... سنعود. لقد تضررت الواجهة الزجاجية، وفي المرة القادمة سأصنعها من الحديد كي لا تتكسر مجدداً، وهكذا أفكر". بهذه الكلمات يصف سمير صباغ شعوره بعدما أجبر على مغادرة منزله بسبب الحرب المدمرة. سمير هو مراسل "النهار" في مدينة النبطية وضواحيها، يتحدث بشغف عن مسيرته المهنية التي بدأت عام 2010، وعن سنوات النضال التي عاشها في مؤسسته المفضّلة التي بدأ مسيرته الإعلامية منها.

 

لم تكن الحياة سهلة لسمير، ففي عام 2012 واجه أزمة مالية أجبرته على بدء مشروع جانبي لتأمين استقرار مادي، خصوصاً أنه كان على أبواب الزواج. فأسس مشروع "غلاسيوس"، المتخصص في تقديم البوظة الإيطالية، مدفوعاً بشغفه لتطوير هذا المجال، ويصفها بأنها "رحلة شغف بدأت من الصفر وتطورت معي خطوة بخطوة."

 

لم تقتصر تحديات سمير على العمل والصعوبات المالية فقط، إذ شهدت حياته انعطافات قاسية أخرى، كان آخرها الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة. يقول سمير متألماً: "لا أقول إن الحرب سلبتنا أحلامنا، بل سلبتنا حياتنا".

 

تعرض محله في كفررمان لأضرار كبيرة، برغم الاستثمارات التي فاقت قيمتها 300 ألف دولار، فاضطر إلى الهرب مع عائلته مع اقتراب القصف من منزله ومحله. ومع ذلك، ظل إيمانه بالمكان قوياً، فعندما سألته زوجته عما سيفعل إذا دُمّر المحل تماماً، أجاب بثبات: "لا أستطيع تخيّل نفسي أرحل عن كفررمان أو النبطية. إلى أين سأذهب؟".

 

 

سمير متجذر بعمق في أرضه ويجد أن للبقاء في النبطية قيمة كبيرة. فالجنوب بالنسبة إليه ليس مجرد منطقة، بل هو حياة ووجود لا يمكن التخلي عنهما. يؤكد قائلاً: "ليس المطلوب التخلي عن فروع الجنوب. لقد شهد الجنوب عمراناً كبيراً منذ عام 2006 وهناك أناسٌ يريدون العيش بكرامة في أرضهم". وفي لفتة وفاء لصديقه الذي اختطفته الحرب الحالية، يقول سمير: "أريد أن أكون وفياً لصادق إسماعيل، فقد كان من الأشخاص الذين يقولون لي دائماً: سمير، لا تيأس... سمير، حاول مجدداً".

 

يصر المراسل وصاحب محل "غلاسيوس" على رفع شعاره بأن "العودة إلى الجنوب قدرٌ حتمي"، مؤمناً بأن الاستمرار في النبطية وكفررمان هو الوفاء الحقيقي لذكرى من رحلوا من أصدقائه، الذين وعدوا بمستقبل أفضل.

اقرأ في النهار Premium