النهار

"لوحة الأمل وقَسَم جبران"…لا بدّ للبنان أن يعود!
المصدر: النهار
"لوحة الأمل وقَسَم جبران"…لا بدّ للبنان أن يعود!
A+   A-

 

في الحروب، كلّ يعبّر عن حزنه وتمنياته على طريقته، ولعلّ أكثر سُبل التعبير هي التعبير بالفن، لا سيّما الرسم، وهذا ما قامت به الشابة جويل معتوق.
"أنا أعشق لبنان وأحزن لكلّ أزمة يمرّ بها". تحاول جويل التعبير عمّا يختلجها من مشاعر حزن وغضب، لكن أيضاً، من أمل في "لوحة الأمل" رسمتها بعد اندلاع الحرب في لبنان في شهر أيلول.
جويل شابة تدرس الصيدلة في سنتها الرابعة، و"لم أجد وسيلة أعبّر وأرسل بها صوتي ورسالتي سوى هذه اللوحة"، تروي لـ"النهار".

ابنة الـ 21 عاماً، لم تعش حروب لبنان السابقة كلّها، وفي حرب 2006، لم تكن تعي ماذا يحصل. كانت طفلة في الثالثة من عمرها، "لكنّني لطالما سمعت عن حروب لبنان وأزماته الصعبة التي عاشها اللبنانيون". لذلك، استعانت بوالدتها لتزوّدها ببعض التواريخ المفصلية التي شهدها لبنان من أزمات وحروب.

اللوحة أسمتها "لوحة الأمل"، فهي في عمر لا يمكن إلّا أن يتحلّى بالأمل وينبض روحاً إيجابية تطمح ببناء لبنان ورؤيته بأحسن حال لمستقبل أفضل.
عبّرت جويل في لوحتها عن المنازل التي دُمّرت على امتداد الخريطة اللبنانية، وضمّت الحرب الحالية إلى سلسلة الحروب والأزمات التي شهدها الوطن بأكمله على مرّ العقود السابقة، وأضافت إلى الوجع والألم، الأمل الذي لا بدّ أن نتحلّى به في وجه الظلام، عندما تشرق الشمس وتتلوّن الحياة وتخرج من سوادها، فمهما اشتدّت الأزمات لا بدّ أن نرى الضوء في نهاية النفق، والأمل دائماً موجود بأنّ لبنان سيعود كسابق عهد.

"لم أعش أيّاً من حروب لبنان"، تقول جويل. لكن الحرب الحالية أظهرت لها مدى بشاعة الحروب وفظاعة ما عاشه اللبنانيون في الحروب السابقة. "كنت أسمع عن حروبه الغابرة، لكن لم أكن أعرف معناها ولم أكن أتوقّع أن أعيش حرباً في لبنان كما عاشت الأجيال السابقة".

أبشع ما رأته جويل في هذه الحرب هو الضحايا الذين قُتلوا والناس الذين تهجّروا من منازلهم والحزن العميق الذي يسكن اللبنانيين، "كلّها أظهرتها في هذه اللوحة".

وأرفقت جويل الفيديو المكمِّل للوحتها، بأغانٍ تظهر وجع لبنان وما يحلّ به، للممثل جورج خباز والراحل ملحم بركات. وختمت الفيديو بقَسَم جبران تويني الشهير. وكان في نهاية الفيديو بهذا القسم رغم أنّها لم تعاصر الراحل جبران تويني، "إلّا أنّني أسمع أنّه كان شخصية لطالما سعت لمصلحة لبنان ودافعت عنه وكانت رسالته توحيد اللبنانيين"، مضيفة أنّ "قسَمه هو الحلّ الوحيد لجميع الأزمات في لبنان ومنها الأزمة الحالية، وأنا معجَبة بفكره غير التقسيمي لأنّه السبيل لإنقاذ لبنان".

وقصدت جويل أن تختتم فيديو اللوحة بقَسَم جبران تويني، "لكي أتحلّى بالأمل وأظهر نافذة خلاص للبنان".

ليست "لوحة الأمل" هي الأولى لجويل خلال الأزمات. فهي أيضاً رسمت لوحتين، واحدة لتجسيد حادثة ومعاناة انفجار المرفأ في 4 آب 2020، وأخرى تجسيداً لانتفاضة 17 تشرين 2019، "فأنا أشعر أنّني معنية بإيصال أيّ رسالة للتعبير عن وجعنا كلبنانيين، لكن أيضاً عن أمل يجب أن نتحلّى به".

 

 

اقرأ في النهار Premium