النهار

نازحو النبطية... من يُعنى بهم بين المحافظة والإسعاف؟
النبطية - سمير صباغ
المصدر: "النهار"
لم يشهد الجنوب في أي من الحروب السابقة حركة النزوح التي شهدها في الحرب الحالية، إذ تحوّلت القرى والبلدات الأمامية إلى أراضي مواجهة محروقة، فيما خلت البلدات الخلفية في النبطية وصور من أكثر من 90 في المئة من قاطنيها. فماذا عن نازحي محافظة النبطية؟ وهل من مغيث لهم بعد تركهم أرزاقهم منذ أكثر من شهر؟
نازحو النبطية... من يُعنى بهم بين المحافظة والإسعاف؟
A+   A-

مع تصاعد العدوان على منطقة شمال نهر الليطاني، ولاسيما بعد استهداف بلدية النبطية والسرايا في النبطية، باتت خلية الأزمة التي أطلقها النادي الحسيني لدعم الصامدين في أماكن النزوح، شبيهة بتلك التابعة لمحافظة النبطية التي "تحول مقر عملها إلى صيدا"، بحسب ما أكدته محافظ النبطية الدكتورة هويدا الترك لـ"النهار". 

 

 

لا ترى الترك أن "الآلية الرسمية المتبعة تتيح لي كمحافظ دعم نازحين من النبطية في محافظة جبل لبنان مثلاً، فكل محافظ أو قائمقام يقوم بدعم النازحين ضمن نطاقه الجغرافي".

 

 

 

 

وتلفت إلى أن "الأولوية لأي محافظ هي أن يقدم خدمات في منطقته بدعم صمود النازحين إلى مراكز الإيواء عبر تقديم الفرش والحرامات وعدد من المساعدات العينية التي أرسلت أخيراً، ناهيك بقيام عدد من الجمعيات بدعم من منظمات غير حكومية أو بمبادرات منها بتأمين وجبات طعام كمراكز الإيواء في صيدا وجوارها".

 

 

أما بالنسبة إلى المساعدات التي توزع فتؤكد الترك أن "تلك المرسلة قليلة نسبياً بالنسبة إلى أعداد النازحين في صيدا، إذ يتم إرسال ألف حصة، فكيف سنوزعها إذا كان هذا الرقم يلبي بلدية واحدة في القضاء؟".

 

وتشدد على "ضرورة تسجيل نازحي النبطية في أي منطقة لبنانية اسمهم على التطبيق الخاص بوزارة الداخلية للنازحين في المحافظة التي نزحوا إليها، لكي تحول هذه المعلومات إلى المحافظ فالبلدية المعنية، وبذلك تعلم البلدية أن هذه العائلة أو تلك نازحة وتحتاج إلى مساعدة. البعض يقول ذهبنا إلى البلدية ولم تسجلنا، وهنا نشير إلى أنه يتوجب على الأسرة النازحة التسجيل عبر التطبيق الخاص بالوزارة لتقوم المحافظة بإعلام البلدية وليس العكس، مع العلم أنني وزعت الرابط عبر الجمعيات والبلديات في المحافظة وشددت على ذكر "لمن يرغب"، لأن فئات واسعة لا تريد التسجيل، فكيف يمكنني مساعدتها والحال هذه، وإن كنت أقرّ بمحدودية المساعدات المتاحة عبر المحافظين حتى الآن؟".

 

 

 

وتكشف أن "بعثة اللجنة الدولية الصليب الأحمر أمّنت مساعدات للصامدين والنازحين في قضاء حاصبيا وغيره، وأتولى توزيع بعض المساعدات للصامدين والنازحين في محافظة النبطية، وإن كان عددهم قليلا مقارنة ببداية العدوان الصهيوني على جنوب لبنان، علاوة على ما يقدمه مجلس الجنوب من مساعدات دورية. ونشير هنا إلى أهمية قوافل المساعدات التي ننظمها بالتنسيق مع المنظمات غير الحكومية والتي نوزعها على النازحين والصامدين. وفي هذا السياق، لا بد من الإشارة إلى أن توزيعاتنا تتم بالتنسيق مع البلديات وخلايا الأزمات في الأقضية، ومن لديه ملاحظات أو استفسارات نتمنى أن يتواصل معنا عبر الخط الساخن للمحافظة 76873806".

 

مساعدات ومركزا إيواء

 

في المقابل، وبعدما كان "إسعاف النبطية" التابع للنادي الحسيني في مدينة النبطية الأكثر فاعلية مع بلدية النبطية في تأمين الدعم للصامدين، تحول كل الجهد في اتجاه تأمين النازحين بعد استهداف البلدية واقتصار الصامدين على 20 عائلة. ويؤكد مهدي صادق "أننا كنا قد أعددنا منذ اندلاع الحرب في 8 تشرين الأول (أكتوبر) كل المستلزمات المطلوبة في حال توسع العدوان، لهذا كنا بالتزامن مع دعم الصامدين في الأسبوع الأول، نقوم بتجهيز مركز إيواء في خلدة وآخر ساهمنا بدعمه في الروشة، كما حجزنا مستودع أدوية ومواد غذائية لتوزيعها في ما بعد".

 

ولفت إلى أنهم استضافوا 500 عائلة في مركز خلدة من مختلف قرى النبطية والجوار وقدموا لهم الفرش والأغطية والغاز للخدمات مع حصص تموينية أسبوعية من معلبات وخبز يومي، "وجهزنا المركز بغسالات ومطبخ مركزي لتقديم وجبة الغذاء وحمامات للاستحمام مزودة مياه ساخنة، فضلاً عن تقديم الدواء والمعاينة الطبية ثلاث مرات أسبوعياً مجانا. أما مركز الروشة فقد ساهمنا في المساعدة والدعم من دون التجهيز".

 

 

 

 

وبالنسبة إلى الخدمات خارج مركزي الإيواء، يقول: "استعنا بالداتا والأرقام التي نملكها للنازحين من أبناء المدينة، طالبين منهم ملء استبيان الكتروني لتحديد حاجتهم، فاستجابت ألف عائلة بينها 400 محتضنة مسبقاً من النادي الحسيني، ووزعنا عليها قسائم شراء إلكترونية عبر الهواتف بقيمة 50 دولاراً من أحد المتاجر المنتشرة في كل لبنان، وهذا سيتكرر شهرياً إلى أن ينتهي العدوان. كما   وضعنا فرقنا الصحية بتصرف بعثة العتبة الحسينية لتجول على كل مراكز الإيواء في لبنان وتقدم الإغاثة الطبية".

 

ويشدد صادق على أنه "لولا التمويل من المرجعية العليا في العراق، ولاسيما العتبتين الحسينية والعباسية ودعم بعض المغتربين من أبناء المدينة، لما تمكنا من توفير هذه الحاجات التي نقدمها للنازحين من المدينة".

اقرأ في النهار Premium