في هذا اليوم الذي يُخصّصه العالم لمناهضة العنف ضد الأطفال، يرزح لبنان تحت وطأة حربٍ تركت أثرها العميق على الجميع خاصةً الأطفال. وفقًا للإحصاءات، أوقعت الحرب حتى الآن 1323 طفلاً جريحاً وسلبت حياة 228 طفلاً. كما نزح حوالي 875,180 شخصاً منذ بداية العدوان، يشكل الأطفال دون سن 18 عامًا نسبة 35% منهم، أي ما يعادل حوالي 306 آلاف طفلًا.
إنَّ استمرار العدوان والنزوح يسلب الأطفال حقوقهم الأساسية في الحماية والمأوى والصحة والتعليم، ويجعلهم أكثر عرضة لمختلف أنواع العنف. إنّ مشاهد الحرب وأصوات القصف والنزوح من الممكن أن تسبب للطفل صدمةً تشبه الصدمة الناتجة عن تعرّضه للعنف ما يستدعي تدخلًا فوريًا من قبل المتخصصين لتقديم الدعم اللازم.
استجابةً لهذه الأزمة، كثفت جمعية "حماية" جهودها لتلبية الاحتياجات النفسية والاجتماعية للأطفال وعائلاتهم، مقدمةً الدعم النفسي والاجتماعي لأولئك الذين يعانون من تداعيات الحرب.
وبما أنَّ حقوق الأطفال لا تتجزأ حتى في وقت الأزمات، قام فريق العمل المتخصص والمتطوعون المدربون في مختلف أنحاء لبنان، بتنظيم أنشطة ترفيهية ونشر رسائل توعية حول الحماية موجهة للأطفال وذويهم ومقدمي الرعاية في مراكز استقبال النازحين بهدف التخفيف من المخاطر وكذلك تقديم الإسعافات النفسية الأولية لهم في سبيل تعزيز قدرتهم على الصمود. ولأنّ العاملين والعاملات في الخطوط الأمامية هم جزء لا يتجزأ من المجتمع، نظمت جمعية "حماية" جلسات وتدريبات لتعزيز قدراتهم وصحتهم النفسية كي يتمكنوا من الاستمرار في تأدية واجبهم الإنساني.
يقول سيرج سعد، المدير التنفيذي لجمعية "حماية": إنطلاقاً من قناعتنا بأنّ للأطفال حق في الحماية والعيش الكريم حتى في وقت الأزمات، نؤكد على جهوزيتنا وتكاتفنا، اليوم أكثر من أي وقت مضى، للوقوف إلى جانب الأطفال والعائلات".
إنَّ الخطوط الساخنة الخاصة بجمعية حماية متاحة على مدار الساعة لاستقبال حالات العنف وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والعائلات المتضررين جراء الحرب. ولمزيد من الإرشادات والموارد، ندعو الأهل ومقدمي الرعاية إلى زيارة منصاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي.