لا طرق مقفلة اليوم في أغلب أحياء الضاحية، إلّا تلك التي فُرض حولها طوق أمني بسبب مخاطر انهيار الأرض أو الأبنية المتصدّعة، كأحد شوارع منطقة المريجة، حيث اغتيل رئيس المجلس التنفيذي في "حزب الله" السيد هاشم صفي الدين.
تنكبّ بلديات الضاحية الجنوبية على ورشة تأهيل الطرق والبنى التحتيّة ريثما تُباشر الجهات المعنية الحزبيّة بملفّ إعادة الإعمار، إلّا أنّ العقبة الأساس التي تواجه البلديات هي غياب "خطة حكومية واضحة حتى الساعة لرفع الركام الكبير في الأبنية المهدّمة كلياً، فملف إعادة الإعمار متشعّب، ويجب على الدولة لعب دورها والمباشرة برفع الأنقاض وتمويل البلديات"، وفق ما يُجمع رؤساء بلديات حاورتهم "النهار". ويبقى السؤال "من الجهة المسؤولة؟ وزارة الأشغال أم الهيئة العليا للإغاثة؟".
تصوير حسام شبارو:
بلدية الغبيري
يوميّاً، تجوب شاحنات رفع الركام والنفايات طرق الضاحية، ويتوزّع العمّال كلّ بحسب مهامه ونطاق البلدية التابع لها. عمليات كنس وتنظيف متواصلة، فيما الغبار الناجم عن ورش التأهيل يلفّ الأبنية.
يصف رئيس بلدية الغبيري معن الخليل عملهم اليوم بـ"التنسيقي" بين المواطن والعمل الاجتماعي في "حزب الله"، مؤكداً أنّه "نعمل أساساً على كنس الطرق ورفع الركام وإصلاح تمديدات الكهرباء والمياه، إضافة إلى مساندة لجان "حزب الله" المسؤولة عن التعويضات، وذلك من خلال التحقّق من المتضرّرين".
وعلى الرغم من الجهود التي تقوم بها البلدية منذ أسبوع، يشكو الخليل من نقص في عديد العمّال، معتبراً أنّه "غير كافٍ لتغطية نطاق البلدية الذي يمتدّ من فندق (السامرلاند) وصولاً إلى طريق صيدا القديمة، الأوزاعي والجناح وبئر حسن"، مضيفاً: "نستعين ببعض المياومين وفق ما تسمح موازتنا، فلدينا رواتب لموظفي البلدية".
لا طرق مقفلة في الغبيري، لكنّ بعضها يحتاج إلى توسعة بسبب انهيار الأبنية المهدّمة، وهنا يؤكد الخليل أنّه "لا يمكن توقّع المدة الزمنية التي تحتاجها البلديات للانتهاء من رفع الركام الكبير في الضاحية الجنوبية، فالمنطقة لم تُلزَّم بعد لمتعهدين، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية".
تصوير حسام شبارو:
بلدية حارة حريك
شهدت حارة حريك ونطاقها البلدي الذي يضمّ منطقتَي الرويس وبئر العبد غارات إسرائيلية عنيفة طوال فترة العدوان على الضاحية الجنوبية، وأبرزها موقع اغتيال الأمين العام السابق لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله، حيث خلّفت الغارات العنيفة حينها حفرة عميقة جداً، ودماراً هائلاً في محيطها لعشرات الأبنية.
الإشكالية تكمن في أنّ بلديات الضاحية، وبينها حارة حريك، تجهل خطة مجلس الوزراء لرفع الردميات الضخمة، والمكان المفترَض لنقلها، فـ"الأبنية هذه بحاجة إلى إمكانيات ضخمة لا يُمكننا القيام بها"، وفق ما يؤكد رئيس بلدية حارة حريك زياد واكد.
يكشف واكد لـ"النهار" أنّ "100 مبنى منهار تماماً في نطاق الحارة، وحوالي 50 مبنى مصدّعاً ويجب أن يُهدَم"، فيما عملت البلدية منذ الأسبوع الماضي على "تلبية احتياجات المواطنين عند مداخل الأبنية السكنية، ونرسل الآليات اللازمة من جرافات و(بوب كات) للمساعدة في رفع الردم"، مضيفاً: "لا نزال في طَور الكشف على البنى التحتية، ونُنسّق مع شركتَي الكهرباء والمياه لإعادة الحياة إلى الأحياء كافة".
تُساعد بلدية حارة حريك أيضاً بالكشف على الأبنية المتضرّرة والقابلة للسكن وذلك للتأكّد من أنّها آمنة "لطمأنة المواطن"، إلى حين وصول اللجان المعنية، وفق كايد، الذي يؤكد أنّ "لجان حزب الله بدأت بالكشف على عددٍ من الأبنية في حارة حريك، خلال الأيام الماضية".
تصوير حسام شبارو:
بلدية الشياح
في الأيام الأخيرة للعدوان الإسرائيلي، استُهدفت مبانٍ سكنية عديدة في نطاق منطقة الشياح، وقد دُمّر 13 مبنى بالكامل، فيما تضرّرت عشرات الأبنية الأخرى جزئياً.
خلية أزمة أطلقتها بلدية الشياح لفتح الطرق سريعاً وتأهيل المرافق العامّة، إذ يُشير رئيس بلديتها إدمون غاريوس إلى أنّه "استأجرنا آليات لإعادة فتح الطرق، ونعمل لعودة السكان إلى بيوتهم التي لا تزال صالحة للسكن"، مضيفاً أنّ "لجان حزب الله باشرت بالكشف على الأبنية المتضررة".
وضمن خطّة العودة التدريجية للحياة في الشياح، يجهد عمال البلدية على رفع الركام يومياً، إذ إنّ "أصحاب الشقق المتضرّرة يرمون ممتلكاتهم إلى الشارع، فنقوم بإزالتها لئلا تُعرقل تنقّل المواطنين، كما نعمل على إصلاح شبكتَي المياه والكهرباء حالياً".
الضاحية أمام خطر الأمطار؟
على الرغم من إعادة فتح طرق الضاحية الجنوبية وتأهيلها، إلّا أنّ أضرار البنى التحتية في الأبنية المهدّمة لا يُمكن إحصاؤها بعد، فهناك أضرار غير ظاهرة، وقد تتسبّب في طوفان المنطقة خلال موسم الشتاء.
البلديات الثلاث على أهبّة الاستعداد لمواجهة الأمطار، فقد عملت بلدية حارة حريك على "تسليك الريغارات في شوارع المنطقة منذ ما قبل العدوان، وهناك بعض الأضرار في البنى التحتية في عدد من الشواع ولكن ليس في نطاق الحارة ككلّ".
أمّا الغبيري فلم تشهد طرقها طوفاناً عند هطول الأمطار الشهر الماضي، أثناء الحرب، وقد عملت الفرق على فتح كل المجاري. كما أنّ 95 في المئة من البنى التحتية الرئيسية في نطاق الشياح "تعمل طبيعياً".