استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قبل ظهر اليوم الثلثاء في الصرح البطريركي في بكركي، النائبين مروان حمادة وراجي السعد موفدين من الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
تحدث السعد بعد اللقاء وقال : "أتينا اليوم كلقاء ديمقراطي لاستكمال جولتنا والمشاروات والاتصالات، وهذا الصرح هو حجر الأساس في لبنان، لذا تحدثنا مع غبطته ووضعناه في صورة المشاروات الحاصلة. استمعنا الى رأيه واعربنا لغبطته اننا كلقاء ديمقراطي نشدد على ضرورة وقف الحرب وفصل جبهة غزة عن جبهة لبنان".
وتابع السعد:" نقول أيضا أن هناط ضرورة ملحّة لانتخاب رئيس للجمهورية، ولممارسة ضغط على المجتمع الدولي من أجل وقف الحرب في لبنان، ومن هذا المنطلق نعتبر أن لدينا واجب وطني كلبنانيين وهو انتخاب رئيس للجمهورية وتطبيق القرارات 1559 و 1701، مؤكدا ان "ما يهم هو انتخاب رئيس للجمهورية، وهذا سبب اتصالاتنا ومشاوراتنا، ونعد اللبنانيين أن نستمر في هذه الجهود من أجل الوصول الى انتخاب الرئيس.".
ثم التقى غبطته رئيس مجلس الوزراء السابق فؤاد السنيورة على رأس وفد من لجنة متابعة إعلانات الأزهر ووثيقة الأخوة الإنسانية ضم كل من الدكاتؤة فارس سعيد، خالد قباني، انطوان مراد، انطوان قربان، حارس سليمان، النائب بلال الحشيمي، الوزير السابق طارق متري، والبروفسور انطوان مسرة وكان بحث في الوضاع المتطورة التي يشهدها لبنان امنيا وعسكريا وتأكيد على وجوب العمل لإنقاذ البلد من مصير قاتم.
ولفت السنيورة الى أنه جرى التأكيد مع صاحب الغبطة على الأمور التالية:
أولاً، الأولوية على أي شيء آخر هو العمل على إنقاذ لبنان الوطن والتطبيق الفوري لوقف إطلاق النار.
ثانياً، رفض اعتبار لبنان ساحة من ساحات القتال وتصفية الحسابات، ولذلك يجب الشروع فوراً بتطبيق القرار الدولي 1701 بجميع مندرجاته. فما عاد ممكناً أن يكون قرار لبنان مربوطاً بقرارات يتخذها آخرون من خارج لبنان وتنفيذاً لمصالحهم. ولذلك، وفي ظلّ استمرار عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية، فإنّه ينبغي على الحكومة اللبنانية، بوصفها المؤتمنة على السلطة التنفيذيّة الاضطلاع بمسؤولياتها كاملة في هذا المجال، بالتشاور والتضامن مع المجلس النيابي، ومع كل القوى الحيّة في لبنان، من أجل تعبئة جهود وطاقات الأشقاء العرب والأصدقاء الكثر في العالم، للإسهام في إنقاذ لبنان.
ثالثاً، الشروع فوراً في انتخاب رئيس جديد للجمهورية تقيّداً بأحكام الدستور، وبدون التذرع بعراقيل أو أعذار أو شروط، ودون الاعتداد بأي رهانات على أية متغيرات محلية أو إقليمية أو دولية ظرفية.
رابعاً، التأكيد على وحدة اللبنانيين، وعلى ضرورة احتضان بعضهم لبعضهم الآخر، ولاسيما في هذه المرحلة التي يسود فيها القلق عند اللبنانيين جميعاً، ولذا ينبغي التأكيد على عودة جميع اللبنانيين وكفريق واحد متضامن إلى ما تقتضيه مصلحتهم الواحدة ومصلحة لبنان، وذلك بشروط لبنان، وبشروط الدولة اللبنانية، وليس بشروط أي طرف آخر، وهذا يعني أن تعود الدولة لتمسك بالقرار الوطني، ولتكون صاحبة السلطة الواحدة والوحيدة على كامل التراب اللبناني.
خامساً، ضرورة احتضان النازحين اللبنانيين وإلى أن يعودوا إلى بلداتهم وقراهم ومساكنهم، والعمل على تقديم العناية الصحية والرعائية لهم، مع التأكيد والحرص على احترام الملكية الفردية، وبالتالي رفض أي نوع من أنواع التعديات.
سادساً، إنه، وفي خضم العدوان الإسرائيلي على لبنان، فقد تمنينا على غبطة البطريرك أن يُبادر مشكوراً بالتعاون والتنسيق مع جميع المرجعيات الروحية، بالدعوة إلى قمة روحية على نسق ما دعا إليه غبطة البطريرك صفير في العام 2006 خلال العدوان الغاشم الذي شنّه العدو الإسرائيلي آنذاك، وذلك للتأكيد على الوحدة الوطنية للبنانيين وتماسكهم، وعلى استقلال لبنان وسيادته، وحتمية استعادة سلطة الدولة اللبنانية الواحدة الموحدة على كل ربوع ومرافق لبنان.".
كما استقبل البطريرك المجلس التنفيذي للرابطة المارونية برئاسة السفير الدكتور خليل كرم الذي قال بعد اللقاء:" زرنا صاحب الغبطة لنفضي إليه بهواجسنا ومخاوفنا من هذه الحرب التي فرضت علينا".
وكان قد زار الصرح البطريركي رئيس واعضاء غرفة التجارة العالمية.