تجددت مساء اليوم الأحد، الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية في بيروت، بعد أن شهدت الليلة الماضية أعنف موجات القصف، حيث شُكّل حزام ناري في سماء الضاحية ومحيطها واشتعلت النيران في مواقع عدة على طريق المطار.
وأودت العديد من الغارات الإسرائيلية على مناطق وبلدات عدة في لبنان بحياة أشخاص وأصابت آخرين، بينما لم تصدر حتى اللحظة حصيلة رسمية.
وبشأن يوم أمس، قالت وزارة الصحة اللبنانية مساء اليوم: "ترتفع الحصيلة الإجمالية ليوم أمس إلى 25 شهيدا و 96 جريحا نتيجة غارات العدو الإسرائيلي". وكانت أعلنت السبت مقتل 23 شخصا.
في المقابل، يواصل حزب الله عملياته العسكرية ضد أهداف إسرائيلية.
تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة "حماس" في غلاف غزة، والتي أشعلت حرباً طاحنة متمادية حتى اللحظة في القطاع وفجّرت زلزالاً من التداعيات الاستراتيجية في كل المنطقة، ولكن أخطرها وأشدّها تأثيراً إلى حدود تمدد الحرب إياها حطّ رحاله في لبنان.
سوف يتاح لكل البلدان العربية وسواها أن تعاين وتقف عند الذكرى الأولى لـ7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 من زاوية البلدان "المعنية عن بعد" ، إلا لبنان الذي يغرق في يوم الذكرى وما يليها (غداً 8 تشرين الأول ذكرى انطلاق "جبهة المساندة" لغزة ستخصص له "النهار" ملفاً خاصا) في حرب مستنسخة عن حرب غزة إذ تحوّلت وجهة التدمير الإسرائيلي إلى جبهة الشمال منذ أسبوعين وها هي مناطق واسعة من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تتسابق مع غزة تحت وطأة التدمير والقتل وحمامات الدماء وكأن طوفان الدم انتقل الى لبنان.
أعلنت وزراة الصحة اللبنانية أن غارات إسرائيل يوم أمس على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان والشمال أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد ثلاثة وعشرين شخصاً وإصابة ثلاثة وتسعين بجروح.
وتوزعت بحسب المناطق على الشكل التالي:
- محافظة الشمال: 4 شهداء حصيلة الغارات الإسرائيلية
- محافظة بعلبك الهرمل: إصابة شخصين بجروح
- محافظة جبل لبنان: شهيدان و30 جريحاً وأشلاء
- محافظة النبطية: 9 شهداء و14 جريحاً
- محافظة الجنوب: 5 شهداء و38 جريحاً
- محافظة البقاع: ثلاثة شهداء و9 جرحى
د. الياس ب. باسيل- محامٍ سابق في الولايات المتحدة الأميركية
هل تربح إسرائيل الحرب في لبنان؟
لا. فمهما فعلت لن تستطيع القضاء على "حزب الله" عسكرياً في لبنان، ولا جرّ الولايات المتحدة الأميركية إلى إدخال جيشها في حربٍ واسعة ضد المحور الداعم له في غربِ آسيا.
تكتياً، إنّ تمدد خطوط إمداد قوات إسرائيل البرّية داخل لبنان، سيكبدها خسائر لن تتحملها سياسياً واقتصادياً وديموغرافياً، وذلك سيزداد أسِّياً (exponentially) كلما امتدت مناورتها البرّية في لبنان جغرافياً وزمنياً، ولو أنّ إسرائيل ستُكَبِّد "حزب الله" خسائر فادحة. ذلك سيدفع إسرائيل إلى أن تضرب المدنيين اللبنانيين بشدّة، وخصوصاً الشيعة منهم، للضغط على الحزب، متخطيةً القانون الدولي، كما تفعل بكثافة في غزة منذ سنة. وسيضرب الحزب وحلفاؤه في اليمن والعراق، ولاحقاً إيران، أعيانها الإستراتيجية بشدّة متصاعدة، ما سيزيد التدهور الاقتصادي فيها وتالياً هجرة اليهود منها إلى حدِّ سيُعجِّل في تغيير تركيبة نظامها جوهرياً، في المدى الأبعد.
إقرأ المزيد: إسرائيل لا تستطيع القضاء على "حزب الله"
منذ بدء اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان بدأت موجة النزوح من الجنوب، وقابلها نزوح معاكس للسوريين إلى بلادهم. فكم بلغ عدد السوريين المغادرين منذ 10 أيام؟
يبحث النازحون من القرى والبلدات الجنوبية عن ملاذ آمن بعدما كثّف جيش الاحتلال غاراته على معظم البلدات الجنوبية وصولاً إلى صيدا ومشارف بيروت. بين هؤلاء سوريون يقيمون في لبنان منذ سنوات، ومنهم من جاء في 2011 عندما بدأت الحرب في سوريا. لكن المشهد على الحدود بات مغايراً، إذ لم تعد موجات النزوح غير الشرعية من سوريا هي العنوان، لأن هناك نزوحاً معاكساً عبر المعابر الشرعية وحتى غير الشرعية.
إقرأ المزيد: أكثر من 150 ألف سوري عادوا إلى بلادهم منذ اشتداد العدوان الإسرائيلي على لبنان
وتعرضت الضاحية الجنوبية في الساعات الأخيرة لأكثر من 30 غارة بعد تهديدات إسرائيلية متواصلة بإخلال المباني، وسط موجة نزوح مستمرة.
باريس - سمير تويني
تركز المفاوضات على عودة الهدوء إلى جانبي الخط الأزرق عند الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، ولا بدائل أمنية ممكنة التطبيق قابلة للحصول على موافقة دولية داخل مجلس الأمن الدولي، سوى القرار 1701 الذي أدى إلى وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد حرب 2006. لكنّ أصواتا عديدة تطالب بتعديله منذ ما قبل اندلاع الحرب بين "حزب الله"وإسرائيل، لأن قوة "اليونيفيل" فشلت مراراً وتكراراً في مهمتها.
يبدو واضحاً أن العنصر الأساسي في الخطط التي وضعتها باريس وواشنطن والجهود التي تبذلها الدول الصديقة لوقف القتال على جانبي الخط الأزرق ولمنع اندلاع حرب شاملة بين محور المقاومة وإسرائيل، هو وقف النار في غزة، والذي يعتبره الحزب شرطاً أساسياً لإنهاء أعماله العسكرية. أما العنصر الثاني فيتشكل من قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان التي تضم نحو عشرة آلاف عنصر، وقد تم تجديد التفويض في مجلس الأمن الدولي في 31 آب الماضي من دون إعادة النظر في أدائها، في انتظار التوافق على حل يؤدي إلى وقف القتال.
توجّه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في بيان إلى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون متشكراً دعم فرنسا الدائم للبنان.
وقال في بيان: "مرة جديدة يعبّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن دعمه للبنان ووقوفه الى جانب الشعب اللبناني في مواجهة المحن التي تعصف به. وما أعلنه بالأمس عن عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان خلال الشهر الحالي في فرنسا، سوى خير دليل على هذا الدعم ".
تابع: "إن تهجم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو على الرئيس ماكرون لمجرد أنه طالب "بالكفّ عن تسليم الأسلحة لإسرائيل للقتال في غزة واعتباره الأولوية هي للحلّ السياسي بدل الاستمرار في الحرب"، يثبت صوابية الموقف الفرنسي ".
أضاف: "ما قاله الرئيس ماكرون يعبر خير تعبير عن القيم الإنسانية السامية التي تعبر عنها فرنسا والرئيس ماكرون شخصياً في مناصرة الحق ووقف العنف واللجوء الى الحلول السلمية التي تبعد شبح الحروب والقتل، وليس مستغرباً أن يقابل هذا الموقف بعداء واضح من نتنياهو الذي يشكل عاراً على الإنسانية جمعاء".
وقال: "إننا في لبنان، خبرنا المواقف المشرفة للرئيس ماكرون في دعم لبنان واستقراره وسيادته، وسعيه الدؤوب لوقف العدوان الاسرائيلي المتواصل على شعبنا وأرضنا، ونجدد تأييد النداء المشترك الذي اصدرته فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، بدعم من الاتحاد الاوروبي ودول عربية وأجنبية، ونطالب بالضغط على اسرائيل للالتزام بوقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 فوراً".
أصدر "حزب الله" ليلاً سلسلة بيانات معلناً عن اشتباكات حصلت مع جنود إسرائيليين واستهداف مواقع في الشمال.
إذ شنّ عند الساعة الواحدة بعد منتصف الليل "هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة شمشون (مركز تجهيز قيادي ووحدة تجهيز إقليمية) مُستهدفاً أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بِدقة.".
كما استهدف عند الساعة 23:20 من يوم السبت تحركاً لجنود إسرائيليين في موقع بياض بليدا بقذائف المدفعية وأصابوه إصابة مباشرة.
تابع المزيد: اشتباكات متواصلة على الحدود وقتلى وجرحى في صفوف الجنود الإسرائيليين
أجلت الولايات المتحدة السبت نحو 145 شخصاً إضافياً من لبنان على متن طائرتين متّجهتين إلى تركيا، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في وقت يتكثّف الهجوم الإسرائيلي على "حزب الله".
وقال متحدّث باسم الخارجية الأميركية في بيان إن "رحلتين نظّمتهما وزارة الخارجية أتاحتا المغادرة الآمنة لنحو 145 راكباً من بيروت إلى إسطنبول في تركيا (السبت)" بدون أن يحدّد جنسياتهم. للمزيد، اضغط هنا.
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس السبت إلى إنهاء "أعمال العنف المروّعة" و"سفك الدماء" في غزة ولبنان، وذلك قبل يومين من الذكرى السنوية الأولى لهجوم حركة "حماس" الإسلامية الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية.
وشدّد غوتيريش على أنّه "منذ 7 تشرين الأول، اندلعت موجة من أعمال العنف المروّعة وسفك الدماء. حان وقت تحرير الأسرى (...) حان وقت إسكات الأسلحة. حان الوقت لوضع حد للمعاناة التي اجتاحت المنطقة". للمزيد اضغط هنا.
توالت التحذيرات الإسرائيلية مساء أمس حول استهداف الضاحية الجنوبية، فجاء في البيان الأول تحذير إلى عدد من المباني السكنية في برج البراجنة، ثم الثاني بتحذير سكان حارة حريك وشويفات العمروسية، والثالث تحذير آخر لسكان مباني أخرى في برج البراجنة والليلكي وحارة حريك، وبدأ معها الليل الطويل العنيف.
فتجدّدت الغارات العنيفة على الضاحية وسُمع صوت انفجارات قوية في بيروت وجبل لبنان، وشُكّل حزام ناري مُلتهب في سماء الضاحية ومحيطها، كما اشتعلت النيران في مواقع عديدة على طريق المطار، الغبيري، حيّ الأميركان، الصفير، الشويفات، والعمروسية، بُعيد غارات عنيفة ومُكثّفة.
إقرأ المزيد: أكثر من 30 غارة على الضاحية الجنوبية وحركة النزوح مستمرة
سُجّلت حركة نزوح لافتة من منطقة صبرا بُعيد غارات عنيفة هزّت قلب الضاحية الجنوبية، وخصوصاً منطقة الغبيري، سُمِع دويّها في أرجاء بيروت.
وتقع الغبيري على مشارف بيروت وطريق قصقص، وقد أدّت الغارة العنيفة التي استهدفت المنطقة إلى تطاير شظايا ودمار باتجاه جامع الخاشقجي، ممّا خلق حالة من الذعر لدى الأهالي.
تابع المزيد: بالفيديو- حركة نزوح من صبرا بعد الغارة العنيفة على الغبيري
في إطار سلسلة الغارات العنيفة التي هزّت الضاحية الجنوبية ليل السبت الأحد، استهدفت غارة عنيفة مبنى يعود لاستوديوهات قناة "المنار" السابقة، في حي الأميركان، المجاور لمجمع المجتبى.
إشارة إلى أنّ المبنى المستهدَف غير مأهول ولا يضمّ محطة الإرسال الرئيسية لقناة "المنار".
على مدى ساعتَين، لم تتوقّف الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية، حيث تلفّ ألسنة اللهب والانفجارات أرجاء المدينة، ويُسمَع صداها العنيف في العاصمة بيروت والضواحي.
ووسط هذا التصعيد غير المسبوق، وجّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي تحذيراً ثالثاً لسكان الضاحية لضرورة الإخلاء فوراً، في مناطق حي ماضي، برج البراجنة والليلكي.
وقال الجيش الإسرائيلي: "نقصف في هذه الأثناء أهدافاً تابعة لحزب الله في محيط بيروت".
إقرأ المزيد: تحذير إسرائيلي ثالث لسكان الضاحية وسط حزام ناريّ عنيف مستمرّ منذ ساعتَين
اشتعل ليل الضاحية وألهب نيران الغارات الإسرائيلية العنيفة سماء المنطقة، وسط سماع دويّ انفجارات متتالية من مواقع الاستهدافات.
ووثّق أحد السكان كرة اللهب المندلعة من مكان وقوع غارة في منطقة الشويفات.
إقرأ المزيد: بالفيديو- ألسنة اللهب في سماء الضاحية بعد الغارات العنيفة
دعا المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي للاعلام العربي أفيخاي أدرعي سكان برج البراجنة والعمروسية وحارة حريك بالاخلاء.