المفوض الأممي للاجئين
وصف المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الوضع في لبنان بأنه خطير وتحدث عن "أزمة نزوح كبيرة" بسبب الغارات الاسرائيلية على لبنان، معتبراً أن بعضها ينتهك القانون الدولي بتدميرها أو إلحاقها الضرر بالبنية التحتية المدنية. وحض على توفير المزيد من الدعم الدولي لوضع حدٍّ للكارثة الإنسانية التي تجتاح لبنان.
وتقدر الحكومة اللبنانية بأن 1,2 مليون شخص نزحوا، وطالبت الأمم المتحدة بـ425,7 مليون دولار للرد على الازمة الإنسانية، تم تأمين 40 في المئة منها حتى الان.
وكان غراندي التقى خلال زيارته رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وآخرين من كبار المسؤولين، ووكالات الأمم المتحدة، وكذلك الجمعيات، وموظفي المفوضية، وعدد من العائلات النازحة.
رسالته الأساسية كما قال في مؤتمر صحافي عقده في بيروت، هي التضامن مع شعب لبنان الذي يواجه محنة جديدة. واعتبر أن التحدي الاكبر هو تأمين المسكن، وخصوصاً أن الآف المدارس تؤوي نازحين، والايجارات ترتفع، إضافة الى وجوب تأمين المواد الغذائية والدواء والمياه.
وبين النازجين 220 ألفا عبروا الحدود السورية، 70% منهم مواطنون سوريون و30% لبنانيون.
وأبدى غراندي ارتياحه لإعلان الحكومة السورية إنه يمكن للجميع البحث عن الأمان في الجهة المقابلة.
وليست ثمة أرقام عن نسبة اللاجئين المسجلين بين الذين عبروا الى سوريا. وليس واضحاً ما سيكون عليه وضع هؤلاء في حال قرر هؤلاء العودة الى لبنان.
وهل بحث مسألة اللاجئين السوريين مع المدير العام للأمن العام بالوكالة الياس البيسري، فأجاب أنه التقى البيسري وقائد الجيش الجنرال جوزف عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزير البيئة ناصر ياسين "وناقشنا الوضع الإنساني في المقام الأول... وناقشنا أيضًا قضية اللاجئين، والحاجة إلى إيجاد حلول لهم أيضًا فيما يتعلق بنزوحهم بشكل خاص".
وهل غيرت المفوضية رأيها في شأن إعادة اللاجئين السوريين بعدما كانت تقول إن شروط العودة الآمنة للاجئين السوريين غير متوافرة، أجاب: "ما نقوله دائماً هو أن الشروط غير مناسبة لعودة منظمة واسعة النطاق... ولكن إذا أراد الناس العودة، فسوف ندعم ذلك".
وأضاف: "اتُهمنا أحيانًا، وخاصة هنا في لبنان، بعدم القيام بأي شيء. لا، نحن نقوم بالكثير. لدينا فريق كبير. لقد ذهبت إلى سوريا كل عام لمناقشة هذه الأمور. والآن، ما يحدث الآن هو عنصر جديد. لأنني لا أعتقد أن هؤلاء الناس كانوا ليعودوا بأعداد كبيرة لو لم يكن الوضع هنا في لبنان". واعتبر ذلك فرصة لكلا المسارين لبذل المزيد من الجهود مع الحكومة السورية فيما يتعلق بالأمن والتوثيق والقضايا القانونية والجهات المانحة، لأن الأمر بالمناسبة يمثل حالة طوارئ إنسانية الآن.
ورأى أن الوقت الحالي فرصة للحكومة السورية لتظهر التزامها "بسلامة العائدين وإمكانية عودتهم إلى ديارهم أو المكان الذي يريدون التوجه إليه".
إلى ذلك، حض غراندي جميع أطراف الصراع ومن لهم تأثير عليهم أن "يوقفوا هذه المذبحة التي تحدث في كل من غزة ولبنان اليوم".
ويعطّل الصراع الدائر في البلاد وصول شحنات المساعدات الإنسانية العاجلة. لذلك، حض غراندي على الحفاظ على طرق الإمداد داخل لبنان وإليه حتى يستمر تدفق عُدد الإغاثة إلى الأشخاص المحتاجين للمساعدة. واعتبر أن قصف معبر المصنع يعطل فرار النازحين.
وبعد زيارته للبنان، سيتوجه غراندي إلى سوريا حيث سيلتقي بالسلطات هناك ومع لبنانيين وسوريين كانوا فروا عبر الحدود.