ميشال حلاق
تخطّى عدد النازحين الوافدين الى عكار في اليوم الثالث عشر للعدوان الاسرائيلي الواسع على لبنان خمسين ألفاً، إذ يورد التقرير اليومي لغرفة إدارة الكوارث التي يرأسها محافظ عكار عماد اللبكي أن قرابة 55 ألف نازح (12200عائلة) سجّلوا في الساعات الأخيرة.
ويشير الى أن من هؤلاء 6413 نازحاً (1483 عائلة) في مراكز الايواء المعتمدة في المحافظة وعددها 83 مركزاً، فبينها 45 مركزاً بلغت أقصى طاقتها الاستيعابية.
أما بقية النازحين وهم العدد الأكبر، فقد إستضافتهم منازل العكاريين في أكثر من 130 بلدة وقرية، بينما عمدت نسبة قليلة منهم الى استئجار أماكن سكن خاصة بها.
ويلفت التقرير الى أن مجموع ما قُدّم الى العائلات التي تشغل مراكز الايواء 4011 حراماً و3308 فرش و165 مخدة و2058 حصة غذائية و5148 وجبة ساخنة و6601 وجبة جاهزة، خبز 1845 (ربطة)، 933 حصة نظافة، و6342 (عبوة) مياه.
ومما لا شك فيه أن ثمة أوضاعاً حرجة تعيشها أسر النازحين الذي اضطروا الى مغادرة منازلهم على عجل بما حملت أيديهم، هرباً من همجية الاعتداءات الاسرائيلية.
وهم الآن في حاجة الى مساعدات إغاثية عاجلة جداً، رغم كل الجهود التي يبذلها كل من غرفة إدارة الكوارث والمتطوعون والجمعيات والهيئات الأهلية وبعض المنظمات الإغاثية.
وينتظر المراقبون ما ستؤول اليه الأمور، في ضوء إقرار" لجنة الطوارئ الوزارية" توزيع المساعدات والهبات والتبرعات من دول عدة على المحافظات، بشكل متناسب وحجم استضافة كل منها لعدد النازحين، وأن ثمة "داتا" أعدّت وعمليات مراقبة لضمان شفافية عمليات التوزيع، ووصول المساعدات الى مستحقيها سواء من هم في مراكز الايواء أو في ضيافة منازل.
منيارة
ويوضح رئيس اتحاد بلديات الشفت رئيس بلدية منيارة أنطون عبود الذي يشرف مع فريق عمله على استقبال النازحين وتوزيعهم، أن معظم الوافدين استُقبلوا في البيوت فيما انتقل عدد قليل جداً الى مركز الايواء.
ويلفت الى "أن الدولة واللجان المانحة لا تساعد سوى الموجودين في مراكز الايواء، في حين أن العبء يقع على العائلات المضيفة التي تتقاسم مع النازحين المسكن والماكل والمشرب بكل رحابة صدر، لكن الكل يعلم وضع الاهالي".
ويشير الى أن المحافظ عماد اللبكي قد أرسل جمعيات عدة للمساعدة، لكنها لم تضع في اعتبارها الذين سكنوا المنازل.
ويشدّد على أن النازحين "بين أهلهم ومرحّب بهم، لكن هناك عتب بكل محبة على "حزب الله" و حركة "أمل"، ففي حرب تموز كانت مجموعات منهما تجول على النازحين وتتفقد أحوالهم، وتسهر على رعايتهم وحاجاتهم. لكننا اليوم لم نر أحداً منهم، ولا حتى للسؤال عن أهلهم وناسهم. وهذا عتب محبة وحرص".
وزير الزراعة
وكان وزير الزراعة عباس الحاج حسن، تفقد في حضور الامين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء محمد خير وأعضاء من خلية الأزمة الوزارية، المدرسة الفنية الزراعية في العبدة، واطلع على حاجاتها وإمكان اعتمادها مركز إيواء إضافي للنازحين.
وتضمنت جولة الحاج حسن زيارة لمهنية ببنين حيث اطلع على أوضاع النازحين فيها ووقف على حاجاتهم الأساسية.
"تيكا" التركية
وتسلّم المحافظ اللبكي في مكتبه في سرايا حلبا، من وفد وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" يتقدمه مديرمكتب بيروت أونور كور، الكمية المخصّصة لعكار (فرش وحرامات ومواد تنظيف)، في حضور ممثل "مجلس الأعمال التركي العالمي" في لبنان كمال مقصود.