مرّ عام على 8 تشرين الأوّل (أكتوبر)، فهل كانت المساندة والمشاغلة قراراً صائباً أم متسرّعاً أدّى إلى ما أدّى إليه اليوم؟
يقول الوزير السابق مسؤول العلاقات الخارجية في حزب "القوات اللبنانية" ريشار قومجيان لـــ"النهار"، "نحن في "القوات اللبنانية" كنّا أول من طرح الصوت عالياً، فماذا سينفع لبنان من المشاغلة والمساندة؟ وماذا سيستفيد البلد من هذا القرار الذي باعتقادي مفروض من إيران، وهذه الإملاءات من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدخول لبنان في المساندة عبر "حزب الله"، جلبت إلينا الكوارث. ما نشهده اليوم من حرب تأكل الأخضر واليابس، ونحن إلى جانب أهلنا إنسانياً واجتماعياً، فلا أحد يزايد علينا في دعمنا للقضية الفلسطينية، وإسرائيل، نعم دولة مجرمة وعدوّة وسمّوها ما شئتم، لكن أن نصل إلى ما وصلنا إليه من جراء المساندة والمشاغلة، فذلك جاء بقرار خارجيّ بامتياز، وخارج عن إرادتنا، ومن المؤسف زجّ لبنان بقرار إيراني على خلفية توحيد الساحات، لندفع هذا الثمن الباهظ، لذلك وباختصار قد يكون "حزب الله" دخل للمشاغلة والمساندة ظنّاً منه أنّها ستبقى ضمن أعمال تكتيكية متوافق عليها، لكنّ الأمور أفلتت من يده، بفعل ما وصلت إليه اليوم ربطاً باغتيال قادته وأمينه العام والدمار والخراب، والأمور ما زالت تسير نحو الأسوأ".
النائب أشرف ريفي قال لـــ"النهار": "آليت على نفسي ألّا أدخل في أيّ مواقف وخصوصاً أنّني قلت الكثير وها نحن وصلنا إليها. لا أحد يزايد علينا بالقضية الفلسطينية التي تربّينا عليها، فقرار المساندة والمشاغلة كان متسرّعاً جدّاً، وبالتالي لم يكن قراراً لبنانياً على الإطلاق، خلافاً لما يقوله هذا وذاك، فقد كان إيرانياً بامتياز، بدليل أنّ وزير الخارجية الإيرانية جاء إلى بيروت ليؤكّد وحدة الساحات وعدم فصل مسار لبنان عن غزة، على الرغم من مفاتحته بذلك خلال لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين، ما يؤكّد المؤكّد بأنّ ذلك كان قراراً خارجياً، وها نحن اليوم ندفع أثماناً باهظة، لكنّ المرحلة ليست للانتقاد، باعتبار أنّ ثمة شريحة كبيرة من أبناء وطننا، غالية علينا خارج منازلها وممتلكاتها وفي ظروف اجتماعية قاسية وصعبة، وعلينا احتضانها، ويجب أن تتوقف الحرب ويُفصل المسار، وبدعة المساندة والمشاغلة، لأنّ لبنان يدفع الفواتير عن الآخرين".
عضو "كتلة التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم يختلف موقفه إذ يرى "أنّ إيران لم تفرض المساندة والمشاغلة على الإطلاق، بدليل أنّني كنت شاهداً في شبعا على انتهاك إسرائيل للقرار 1701، الذي قد يصل إلى ثلاثين ألف خرق قبل عملية السابع من أكتوبر، وبالتالي لا يمكن فصل المسارات لأنّها مترابطة، وقضية فلسطين لم يسبق أن تخلّينا عنها ولن يكون ذلك، لكن أن يقول البعض إنّ القرار كان متسرّعاً فذلك لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة، لأنّ إسرائيل دولة عدوة وثمّة أرض محتلّة، فكيف لنا ألّا نواجه إسرائيل التي تقوم بعدوان كبير على لبنان وخروقات يومية، وأنا أخالف البعض ممّن يرى أنّ هناك إملاءات خارجية وتحديداً إيرانية من فرض أجندة المشاغلة والمسائلة، ذلك غير صحيح".