مع الانطلاقة المتجددة لـ"النهار"، حاملة إرث الماضي الغني ومتطلعة بثقة ورؤية نحو المستقبل، يقدّم أصدقاء أوفياء شهادات في التاريخ والحبر والتطلعات والتحولات التي ارتبطت بـ"النهار" ومسارها المهني والانساني في بعديه العربي والعالمي.
رئيس الوزراء العراقي السابق مصطفى الكاظمي
الأخوة في مؤسسة النهار المحترمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي واحترامي لكم مؤكداً دعمي المستمر لهذه المؤسسة العريقة التي تعكس كفاءة القائمين عليها، حيث مكانتها المتميزة بين قرائها، وأنا أفخر بأن تكون هذه المؤسسة جزءاً من الجهد العربي الإعلامي الذي واكب مراحل عديدة من النضال العربي.
إن حرصكم على مواكبة التطورات التقنية في مجال الإعلام لتقديم محتوى يلبي تطلعات الجمهور العربي في كل أنحاء العالم، يدل على سعيكم لمواصلة الرسالة الصحافية بكل كفاءة واحترافية وكان لها شرف الصمود الدائم لتكون منبراً حراً للأصوات الوطنية والعربية، كما كانت في عهد الراحل الكبير غسان تويني. وأنا شخصياً كنت ولا أزال من عشاق صحيفة "النهار" وكانت لي لقاءات معكم خلال زياراتي العديدة الى لبنان الحبيب، ولا زلت حريصاً على متابعة هذه الصحيفة وأخبارها الرصينة وبالتأكيد سيكون لخطواتكم المتجددة صدىً مشرفٌ وسيكون لكل عربي وطني حر صوتٌ فيها.
مرة أخرى، نجدد دعمنا لكم وفقكم الله لمواصلة السير على هذا الدرب بإصرار وثبات.
وزير الخارجية العراقي الأسبق هوشيار زيباري
التحديات التي تواجهها اليوم الصحافة المكتوبة عموماً والصحافيون خصوصاً، تجاوزت حدّ الظروف التي نمرّ بها والحديث الدائم عن الأداء والمهنية، إذ وصلت حدّ الوجود، في ظل اهتمام الشرائح المتلقية – على اختلافها – بوسائل التواصل الاجتماعي، ومنصاتها ومحتواها... وعليه، فإن المواجهة الحقيقيّة تتمثل باجتراح حلول الاستمرار والتأثير، على أن تكون بحجم الإرث الماضي وبمستوى تطورات المستقبل. وهذا ما نلتمسه فعليّاً في خيار وخطوات مؤسسة "النهار" الإعلامية، وقد دخلت عامها الـ 92، متسلّحةً بخيار الاستمرار في الحضور ومواكبة التطورات والتأثير في المتلقين، في العقود المقبلة.
"النهار" ليست جزءاً من الذاكرة اللبنانية فحسب، بل هي جزءٌ من الذاكرة العربية أيضاً. ولذا، فإن المسؤولية الملقاة على عاتق المعنيين فيها دائماً ما تكون كبيرة بحجم ذلك. اسم "النهار" المرتبط بتاريخنا وذاكرتنا، وبنموذج التضحية لأجل حريّة الكلمة، ما يوجب علينا دعم هذه التجربة وإسنادها، والوقوف إلى جانبها.
خطوة "النهار" تعكس معدن العمل الصحافي في حفظ إرث الأمس والتخطيط للغد بمواكبة تطورات العصر والتغييرات التي تحصل في عالم الإعلام والتكنولوجيا، ومواجهة التحديات والظروف التي تقيّد هذا العمل سواء على المستوى المهني أو على المستوى التكنولوجي أو في القوالب وشكل الرسالة الإعلامية والصحافية ومحتواها.
نبارك هذه الخطوة ونعتزّ بها، لأن المستقبل هو انعكاسٌ للتاريخ والإرث، والتمسّك به والعمل لإتاحته للأجيال المقبلة.