النهار

سابالينكا تحلم بالسير على خطى ويليامز
المصدر: رويترز
سابالينكا تحلم بالسير على خطى ويليامز
أرينا سابالينكا. (أ ف ب)
A+   A-
بعد تألق أرينا سابالينكا في عام 2024 الذي فازت فيه بألقاب البطولات الكبرى على الملاعب الصلبة وانتزعت صدارة التصنيف العالمي للاعبات كرة المضرب المحترفات مع نهاية العام، تحلم اللاعبة القوية القادمة من روسيا البيضاء بالهيمنة على تنس السيدات كما فعلت سيرينا ويليامز لفترة طويلة.

واشتهرت سابالينكا في السابق بفقدان هدوئها على أرض الملعب، ولكنها نجحت في التحوّل إلى لاعبة فعالة لا تعرف الرحمة وقادرة على هزيمة منافساتها بأسلوب يذكرنا بأسلوب سيرينا في أوج عطائها.

وبعد نجاحها الكبير في بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي، احتفظت اللاعبة (26 عاماً) بلقب ملبورن في كانون الثاني (يناير) الماضي، قبل أن تضيف لقب بطولة أميركا المفتوحة إلى خزانة ألقابها في أيلول (سبتمبر)، لتتخطى إيغا شفيونتيك في التصنيف الشهر الماضي.

وتعني مسيرة سابالينكا في نيويورك أنها وصلت إلى نصف النهائي على الأقل في تسع من آخر 12 بطولة كبرى لها، وهو ما يذكرنا بوصول سيرينا إلى نصف النهائي عشر مرات بين عامي 2014 و2017 عندما فازت اللاعبة الأميركية بستة ألقاب من أصل 23 لقباً حققتها في البطولات الكبرى.

وقالت سابالينكا لصحيفة عرب نيوز قبل البطولة الختامية لموسم تنس السيدات حيث ضمنت صدارة العام على الرغم من خسارتها في نصف النهائي أمام كوكو غوف: "كنت أرغب دائماً في الهيمنة على كرة المضرب مثل سيرينا، ومثلما تمكنت إيغا من القيام بذلك لفترة طويلة".

وأضافت: "إنه أمر ملهم حقاً... لكنني أحاول التركيز على نفسي، وتحسين نفسي، للتأكد من أنّ لديّ كل الأدوات اللازمة لتحقيق ما فعلوه".

وبفضل إرسالها القوي وضرباتها الأرضية المذهلة، بدت سابالينكا دائماً في طريقها إلى مكان بين العشرة الأوائل في التصنيف، وأنهت موسم 2021 في المركز الثاني على مستوى العالم.

لكن عدد أخطائها كان مرتفعاً، ولم يكن إرسالها متسقاً لدرجة أنها كانت تتصدر إحصاءات الأخطاء المزدوجة في موسم 2020.

وأدى إحباطها بسبب سوء المستوى في بعض الأحيان إلى بكائها، وفي بطولة أديليد الدولية في أوائل عام 2022 لجأت إلى تغيير أسلوب لعب إرسالها.

وأدت فترة قضتها مع طبيب نفسي وتدريبها على إرسالها مع مدرب الميكانيكا الحيوية جافين ماكميلان قبل موسم 2023 إلى تمهيد الطريق أمام حصولها على أوّل لقب كبير لها في بطولة أستراليا المفتوحة العام الماضي.

وواصلت سابالينكا تألقها المذهل في ذلك العام وبدأت في التألق بعيداً من الملاعب الصلبة، فبلغت نصف النهائي على الملاعب الرملية في بطولة فرنسا المفتوحة وعلى الملاعب العشبية في ويمبلدون.

لكن الإحباط عاد عندما تعرّضت لهزيمة مؤلمة بعد ثلاث مجموعات أمام غوف في نهائي فلاشينغ ميدوز ودمرت مضربها في ما اعتقدت أنه لحظة خاصة في غرفة تبديل الملابس.

لكن حزنها بسبب الخسارة تراجع قليلاً بسبب حقيقة أنها صعدت إلى قمة التصنيف للمرّة الأولى.

وتخلت سابالينكا عن صدارة التصنيف بعد فوز شفيونتيك في البطولة الختامية لموسم التنس في كانكون العام الماضي، لكنها هيمنت في البطولات المقامة على الملاعب الصلبة هذا الموسم بعدما فازت بألقاب في ووهان وسينسيناتي لتعود إلى القمة مرّة أخرى.

أسلحة متعددة
كانت العلامة على أنّ سابالينكا كانت أكثر راحة في التعامل مع الضغط الخانق في أعلى مستويات اللعبة عندما جعلت من توقيعها على الرأس الأصلع لمدربها قبل المباريات تقليداً لها خلال مسيرتها نحو لقبها الثاني في ملبورن في كانون الثاني (يناير) الماضي.

وحصلت على دعم من الجماهير الأميركية رغم فوزها على صاحبة الأرض جيسيكا بيغولا في بطولة أميركا المفتوحة، بعدما لعبت ضربات مذهلة جمعت بين القوّة والاتزان خصوصاً بفضل ضرباتها الساقطة التي أضافتها إلى أسلحتها المتعددة.

وأكدت سابالينكا: "إذا أخبرني أحد منذ خمس سنوات أنني سأتعلم أخيراً كيفية تنفيذ هذه الضربة، كنت سأضحك".

وتابعت: "لا أملك القدرة على اللمس. أنا سيئة للغاية في ذلك. والآن أصبحت هذه اللقطة سهلة بالنسبة إليّ. وهذا يضع الكثير من الضغط على المنافسين، لأنهم الآن يعرفون أنهم سيواجهون المزيد من التنوّع".

وأثار رد فعل سابالينكا بعد إهدار تقدمها 3-0 في المجموعة الثانية لتحسم المباراة في النهاية إعجاب المصنفة الأولى سابقاً كيم كليسترز بشكل خاص.

وقالت اللاعبة البلجيكية في تصريحات لبرنامج (مع آندي روديك) الإذاعي: "تماماً مثل سيرينا، فهي تمتلك القدرة على التقدم عندما تكون هناك حاجة لذلك".

ويعتقد مدربها أنطون دوبروف أنه سيكون من الصعب على سابالينكا الاحتفاظ بالمركز الأوّل في التصنيف العالمي حتى موسم 2025، لكنه قال إنها على الأقل تفهم الآن ما يتطلبه الأمر.

وقال المدرب القادم من روسيا البيضاء والذي يعمل مع سابالينكا منذ عام 2020: "أعتقد أنها أصبحت أكثر نضجاً، وتفهم ما يتعين عليها فعله للوصول إلى هذا المستوى".

وواصل: "عندما تكون الرقم واحد، فإنّ الجميع يلعبون ضدك وكأنهم ليس لديهم ما يخسرونه. يمكنهم تقديم أفضل ما لديهم".

وأتم حديثه: "وأنت، مع كل هذا الضغط وكل هذا المستوى، عليك أن تكون دائماً ثابتاً، أو حتى أعلى طوال الوقت. بالنسبة إليها، يتعلق الأمر بإيجاد طريقة للتكيف مع جميع المواقف".

وأردف: "لقد أصبحت أفضل بكثير في القيام بذلك الآن. فهي تتفهم الأمر، حتى عندما لا تكون في أفضل مستوياتها".

اقرأ في النهار Premium