المشكلة مع "حزب الله" تكمن في أنّه يحاول، في حمأة الحرب، أن يخلق مناخاً يعينه في مرحلة ما بعد الحرب أن يستنهض نفسه، بتوجيه العواطف السلبية لبيئته المدمّرة، نحو المعارضة اللبنانية...
فيما ينكب "حزب الله" الرسمي على توسّل أدبيات "استدعاء التعاطف الوطني" معه، يترك لكتّابه وناشطيه "الفكريّين" و"الدعائيين" و"التواصليين" مهمة الانقضاض على معارضيه، وصولاً إلى توعدهم "بالحساب القريب". تُصوّر "جماعة الحزب" المعارضين كما لو كانوا مجموعة تكوّنت حديثاً على إيقاع المقاتلات الإسرائيلية ودوّي غاراتها واستهدافاتها، وذلك بهدف أن تستكمل ما يمكن أن يعجز عنه التوغل البري للجيش الإسرائيلي على امتداد الشريط الحدودي في الجنوب.