النهار

دفع المدرب يوليان ناغلسمان بأونداف بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة من ضمن مجموعة من اللاعبين الذي أطلق مسيرتهم الدولية، بعد أن تعهد مدرب بايرن ميونيخ السابق بإعادة أبطال العالم أربع مرات وأوروبا ثلاث مرات إلى قمة كرة القدم العالمية، إثر مرحلة متذبذبة شهدت استقالة سلفه هانسي فليك عقب سلسلة كارثية من الهزائم.

ومع أنّ أونداف ليس صغير السن (28 عاماً)، لكنه استدعي من قبل ناغلسمان إلى تشكيلة "دي مانشافت" في آذار (مارس) الماضي بعد موسم 2023-24 الاستثنائي مع شتوتغارت. ومع ذلك، كان أونداف خياراً ثانوياً بالنسبة إلى ناغلسمان في كأس أوروبا الأخيرة خلف كاي هافيرتز ونيكلاس فولكروغ، حيث شارك لمدة ست دقائق فقط.

تلقف إبن مدينة فاريل (شمال ألمانيا) من أصول تركية، الفرصة المتاحة أمامه بسبب المشاكل البدنية لفولكروغ وهافيرتز، ليشارك أساسياً للمرّة الأولى في أيلول (سبتمبر) بمواجهة هولندا فسجّل هدفاً (2-2)، ثم في المرّة الثانية الأسبوع الماضي في البوسنة والهرسك حيث دكّ مرمى أصحاب الأرض بثنائية منحت الألمان فوزاً مستحقاً (2-1).

وبعد اعتزال القائد إيلكاي غوندوغان مباشرة بعد "يورو 2024" التي استضافتها ألمانيا، أصبح المركز خلف المهاجم شاغراً، وهو الذي يتناسب تماماً مع شخصية أونداف وصفاته، كما أثبت الجمعة في زينيتسا.

وصرّح ناغلسمان بعد الفوز على البوسنة والهرسك عن أونداف: "من الصعب للغاية الدفاع ضده بسبب قدرته على التراجع والتحرّك بشكل جيد ضد المدافعين".

وأشاد المدرب الشاب بشخصية لاعب شتوتغارت: "في هذا المركز، هناك منافسة جيدة، لكنه شخص يسعدنا وجوده معنا، إنه يؤدي بشكل جيد للغاية. إنه لا يحتاج إلى الكثير من الفرص، هذا هو المفتاح".

وتابع: "إنه رائع حقاً، وإيجابي، ويحب الحياة، ويفيدنا، داخل وخارج الملعب. عدم وجوده سيكون أمراً سيئاً. لديه طريقة رائعة في أخذ الفريق معه، ويعامل الجميع بنفس الطريقة. يفعل ذلك بشكل جيد للغاية".

"صغير الحجم"
في الموسم الماضي، هيمن المهاجم الغيني سيرهو غيراسي على العناوين من خلال تألقه اللافت مع شتوتغارت الذي أنهى الموسم وصيفاً لباير ليفركوزن ومتقدماً على العملاق بايرن ميونيخ. لكنّ ذلك لم يحجب المردود الذي قدّمه أونداف.

احتاج اللاعب لبضعة أسابيع للتكيف بعد وصوله على سبيل الإعارة من برايتون الإنكليزي، ولكن بعد تسجيله هدفين ضد كولن في المرحلة الخامسة من الـ"بوندسليغا" الموسم الماضي، لم ينظر إلى الوراء أبداً. عاد بعدها لنيل جائزة أفضل لاعب في الدوري خلال شهري تشرين الثاني (نوفمبر) وكانون الثاني (يناير) وضمنها ثلاثية "هاتريك" أمام لايبزيغ.

لمع أونداف بقوّة مسجلاً 18 هدفاً مع 9 تمريرات حاسمة خلال الموسم الماضي ليقود شتوتغارت إلى الوصافة والتأهل إلى دوري أبطال أوروبا. كل ذلك دفع بناغلسمان إلى توجيه دعوة له قبل النهائيات القارية، كما ودفع بنادي شتوتغارت إلى جعل تعاقده نهائياً.

انضم أونداف (1.79 م) إلى أكاديمية الناشئين في نادي فيردر بريمن في عام 2007 حيث قضى هناك خمس سنوات قبل أن يتم الاستغناء بحجة أنّه "صغير الحجم".

وقال لصحيفة كرايسزيتونغ سايكه: "لقد كان الأمر مؤلماً حقاً خصوصاً لأنني كنت فتى صغيراً من منطقة بريمن. استغرق الأمر مني بضعة أيام حتى أتمكن من التكيف مع الأمر، ولكن بعد ذلك نظرت إلى الأمام فقط".

لعب أونداف في دوريات محلية منخفضة في ما بعد، حيث برز بقدراته التهديفية لكنه عانى أيضاً من بعض الإصابات. انتقل بعدها إلى صفوف أونيون سان جيلواز البلجيكي الذي قاده من الدرجة الثانية إلى الأولى وخلال موسمين سجّل معه 35 هدفاً في 51 مباراة.

ضمّه برايتون الإنكليزي لكنّ تجربته في الدوري الممتاز لم تكن ناجحة وسط معاناته لحجز مكان له في التشكيلة الأساسية (5 أهداف في 22 مباراة بالـ"برميرليغ")، فأعاره في البداية إلى ناديه البلجيكي السابق ومن ثمّ إلى شتوتغارت حيث كانت نقطة التحوّل.