عاش منتخب ألمانيا قصة مصغّرة عن هذا الحدث الأسبوع الجاري، فيوم الاثنين تمكن جيمي ليفيلينغ من تسجيل هدف الفوز للمانشافت على هولندا، لكن ليفيلينغ أساساً لم يكن ضمن قائمة ناغلسمان، بل استدعاه بعد إصابة موسيالا وهافيرتز، وحتى لم يكن مخططاً للاعب شتوتغارت أن يبدأ لقاء هولندا، لكن إصابة أونداف العضلية قبل اللقاء أجبرت المدرب على إحداث التغيير.
قدّم ليفيلينغ مباراة ممتازة سجّل فيها هدفاً رفضه الحكم بالدقائق الأولى، ثم كان المفتاح الأساسي لخطورة المنتخب بفرصتين ممتازتين قبل أن يوقع على هدف المباراة الوحيد بتسديدة رائعة، عدا عن صناعته 3 فرص وقيامه بدور دفاعي ممتاز، وفي الغالب ستكون هذه المباراة هي مفتاح ليفيلينغ للبقاء على الأقل ضمن قائمة ألمانيا في التوقفات الدولية القادمة.
لكن بالتأكيد، لا يمكن الحكم على ناغلسمان أنه مجرد رجل محظوظ بسبب أن "بديل الغفلة" تحول لرجل المباراة. فالمدرب قام بعمل كبير جداً لإعادة شخصية الفريق الذي كان من دون شخصية مع فليك، فعملية الفوز بمباراتين في توقف دولي واحد كانت قد تحولت لأمر نادر بالسابق، ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2021 وحتى موعد إقالته في أيلول (سبتمبر) 2023 فشل فليك بإنهاء توقف بفوزين، لكن ناغلسمان فعل ذلك ودياً في شهر آذار (مارس)، الماضي وكرره رسمياً هذه المرّة أمام البوسنة وهولندا بدوري الأمم، رغم التغييرات الكبيرة المفروضة عليه، سواء باعتزال 4 عمالقة بعد يورو 2024، أو غياب نجوم مهمّين عن تشكيلته، لكن لقاءي هذا الشهر كانا بمثابة اختبار للشخصية التي وضعها فليك داخل المنتخب، مثبتاً أن التغيير قد حدث فعلاً.
في دوري الأمم شاهدنا أوليفر باومان حارس هوفنهايم يلعب مباراته الدولية الأولى في عمر 34 عاماً، وشاهدنا المهاجم كلايندينست وهو يشارك دولياً أيضاً للمرّة الأولى في عمر 29 عاماً، وبالمقابل شاهدنا ليفيلينغ (23 عاماً) وشتيلر (23 عاماً) وبافلوفيتش (20 عاماً) وهم يلعبون منذ البداية ضدّ هولندا، ورغم كل ذلك بقي الفريق يؤدي بطريقة قوية وقدّم شوطاً أول رائعاً من ناحية خلق الفرص، مؤكّداً أن ناغلسمان وطاقمه هم "الطاقم الأفضل لقيادة المنتخب"، وهي الجملة التي استخدمها فليك للحديث عن طاقمه قبل ساعات فقط من إعلان إقالته قبل 13 شهراً.