آية جبر
مروة عيد عبد الملك هي اللاعبة الذهبية المصرية التي تتمتع بمسيرة تاريخية في الملاعب، والتي نجحت بفضل طموحها وسعيها لتحقيق مبتغاها في النهاية، حتى إن كان الأمر مستحيلاً في نظر الآخرين.
تحقيق المعادلة المستحيلة
وُلدت إحسان عيد عبد الملك "الشهيرة باسم مروة" في محافظة القاهرة عام 1986، وظهرت موهبتها في كرة اليد التي بدأتها في عمر صغير داخل مركز شباب زينهم التابع لحي السيدة زينب في السابعة من عمرها، ومنه تمّ اكتشافها للانضمام إلى النادي الأهلي، وهي بعمر 10 سنوات فقط، نظراً لموهبتها الفذة التي مهّدت لها الطريق لتكون أفضل لاعبة كرة يد في تاريخ اللعبة النسائية، ولكنها لم تكتف بهذه الموهبة عندما اكتشفت قدرتها على لعب كرة القدم أيضاً، وإنها تملك القدرة على الجمع بين اللعبتين، لتنضمّ أيضاً إلى نادي دجلة، ولكن كلاعبة كرة قدم.
نجحت اللاعبة في تحقيق المعادلة المستحيلة عندما حققت الإنجازات والألقاب في كلا اللعبتين، فاحترفت لعبة كرة القدم مع نادي وادي دجلة، وتمكنت من الحصول على لقب هدافة الدوري المصري لمدة ثلاث سنوات متتالية، وفي كرة اليد التي طالما برعت فيها من البداية، مكثت مروة داخل جدران القلعة الحمراء لمدة 14 عاماً، حصدت خلالها 36 لقباً محلياً، كما حصلت مع منتخب مصر لكرة اليد على لقب بطولة إفريقيا في عام 2004، وفي هذه النسخة حصدت لقب هدافة إفريقيا وأفضل ظهير أيسر داخل القارة السمراء.
وأثناء حديث لاعبة اليد المصرية المحترفة الحالية في نادي نيس الفرنسي الخاص، مع صحيفة "النهار"، عن أي اللعبتين قد بدأت في البداية، وهل تخلّت عن إحداهما من أجل الأخرى، أكّدت "أن المعلومات المنتشرة عن كوني بدأت كلاعبة كرة قدم ثم تحولت إلى لعبة كرة يد غير صحيحة، بل بدأت كلاعبة يد، وبعد ذلك احترفت كرة القدم التي وجدت أني أتمتع بالموهبة بها".
وبسبب موهبتها في لعبة كرة اليد، وتميزها الواضح، حصلت مروة عيد عبد الملك على فرصة الاحتراف الخارجي في ألمانيا في عام 2010، لتخوض أولى تجاربها الخارجية، وتكون أول لاعبة مصرية تحترف في تاريخ أي لعبة، وفي عام 2015 وصل إليها عرض من نادي نيس الفرنسي الذي لا تزال تتواجد ضمن صفوفه، ونجحت معه بالحصول على لقبي هدافة الدوري لموسمين متتاليين، كما نجحت في الحصول على لقب أفضل لاعبة بالدوري في عام 2022، وأصبحت الآن تحمل شارة القيادة.
ولم يكن مشوار الاحتراف الخارجي لمروة مفروشاً بالورود، بل عانت مثل الكثيرين من اختلاف العادات والتقاليد، وغيرها من الأمور التي قد يواجهها اللاعب العربي في البلدان الأوروبية، إلّا أنها قد أشارت أثناء حديثها لـ"النهار": "أن الطموح كان هو العنصر الأساس الذي حافظت عليه بداخلي من أجل البقاء في أوروبا طيلة 15 عاماً، ولم أفكر بالعودة إلى مصر لتحقيق ما لم يُحقق من قبل، والرغبة في إثبات ذاتي أكثر، والإضافة إلى تاريخي، وما ساعدني في ذلك هو الحفاظ على لياقتي والالتزام الدائم، والقدرة على العطاء المستمر للحفاظ على مكاني داخل الفريق".
وأنهت حديثها: "أتمنى الاستمرار أكثر خلال الأعوام المقبلة لإضافة المزيد من النجاحات لمسيرتي".